5 دقائق

يا ربّ ارضَ عنه!

د.سعيد المظلوم

«لا تتخلَّ أبداً عن المبادرة». شارل ديغول

 منذ أيام وقبيل بداية الاحتفاء باليوبيل الفضي لجمعية الشارقة الخيرية بساعتين؛ تلقّت اللجنة المنظمة اتصالاً من مكتبه تفيد بأنه سيحضر الحفلَ ويطلب إلقاء كلمة إذا كان ذلك ممكناً، كانت المفاجأة سارّة، خصوصاً أن المتّصل هو معالي الوالد جمعة الماجد!

«مع بداية هذا العام احتفل (بيتُ الخير) بمرور 25 عاماً من العطاء، وهو البيت (الجمعية) الذي يترأس الماجد مجلس إدارته، تحت شعار: (من الإمارات وإلى الإمارات)».

كانت كلمته ارتجالية، لكنها ــ على الرغم من قِصَرها وبساطتها ــ كانت راقية في معناها، إذْ حمد الله على نعمه التي خصّ بها إمارات الخير، ثمّ حث الناس على فعل المعروف، والتعاون والتكافل، وأشاد بالأعمال الخيرية والإنسانية بالدولة، وختم كلمته الموجزة، بقوله: «عندما تصل جمعية الشارقة الخيرية إلى 84 دولة في العالم بمشاريع تجاوزت مليار درهم؛ فهذا يُعدّ مصدر فخر ومبعث كرامة لنا جميعاً».

الوالد جمعة الماجد رجل «مبادر» بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فمنذ مطلع الخمسينات من القرن الماضي أسس لجنة ضمّت كوكبة من أهل الخير في دبي قامت بجمع التبرعات من المحسنين لبناء مدرستين، هما: «مدرسة جمال عبدالناصر» للذكور في برد دبي، و«مدرسة آمنة» للإناث في ديرة. وفي عام 1983 أسس «المدارس الأهلية الخيرية» ليقوم بتعليم 9000 طالب لم يكونوا قادرين على دفع الرسوم المطلوبة في المدارس الخاصة. ولم يتمهّل أو يتباطأ بل سارع مبادراً من جديد، فأسس كلية الدراسات الإسلامية والعربية (عام 1987) رغبة منه في توفير تعليم جامعي متميز للفتيات اللواتي لا يستطِعْنَ الانتقال إلى مدينة العين للدراسة في جامعة الإمارات هناك، واليوم تخرّج في هذه الكلية المئات من الطلبة، وها هي تقدم برامج خاصة في درجتي الماجستير والدكتوراه.

لي قريبة درست وتخرّجتْ هي وزوجها في كلية الدراسات؛ قريبتي بدأت رحلة التحضير والإعداد لدرجة الماجستير، وحينما ضاقت بها السبل بحثاً عن مصادر معمقة لإغناء رسالتها؛ وجدت ضالّتها من مخطوطات ودوائر معرفية في «مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث»، الذي أسسه عام 1991، فأصبح مقصداً ووجهةً للباحثين من داخل الدولة وخارجها.

مع بداية هذا العام احتفل «بيتُ الخير» بمرور 25 عاماً من العطاء، وهو البيت (الجمعية) الذي يرأس الماجد مجلس إدارته، تحت شعار: «من الإمارات وإلى الإمارات».

وهذا غيض من فيض.

عندما ترى هذا الرجل أو تسمع عنه لا تتردد في الدعاء له «اللهم ارضَ عنه».

madhloom@hotmail.com

Saeed_AlSuwaidi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر