5 دقائق

بكاء «تحت 9 سنوات»!

د.سعيد المظلوم

عندما أتممت خمس سنوات من عمري، أخذني أخي هشام معه إلى نادي الشارقة، لممارسة لعبة تنس الطاولة، وها أنَذا اليوم أرى ذلك التحولَ المبكر في حياتي نقطة إيجابية، لسببين، الأول: إنه حبّبَ إليّ ممارسة الرياضة، والثاني: أدخَلني إلى عالم جديد غير البيت والمدرسة، فتعرفتُ إلى أصدقاء جدد، واكتسبت مهارات متعددة.

«أن تدمع عيناك وتشعر بالأسى على خسارة أو فشل أمر مهم، لكن الأهم ماذا بعد؟».

وعندما كبر ابني كرّرتُ التجربة معه، أحبَّ عبدُالله كرة القدم منذ نعومة أظفاره، فأشركتُه في بعض الدورات التي كان يقيمها نادي مانشستر يونايتد خلال العطل الأسبوعية (كنّا مقيمين في بريطانيا)، وعندما عدنا إلى الإمارات التحق بفريق كرة القدم في نادي الشارقة، فمارس هوايته ونمّى مهاراته، وكسبَ أصدقاء.

هذا العام قرر اتحاد الكرة إطلاق دوري مجموعات لفئة عبدالله السنية (تحت 9 سنوات)، وهكذا بدأ فريقه بداية متعثرة بخسارتين، ثم تطور فحقّقَ انتصارات، لكن قبل أيام كان لديهم لقاء فاصل مع المتصدر (فريق الشعب)، وبفوزهم عليه سيصعد الفريق لينهي الدور الأول في المركز الثاني. ولأنه «ديربي» الإمارة الباسمة، كانت المباراة متكافئة، مع أفضلية نسبية للشعب، شرعَ فريق عبدالله بالتسجيل، وحافظ على الهدف حتى قبيل انتهاء المباراة بخمس دقائق، لينتفض الكوماندوز الصغير ويسجل هدفين خاطفين، لتنتهي المباراة 2/1 للشعب.

الشاهد أنه بعد إطلاق صفارة النهاية فوجئنا بأفراد فريقنا الصغير يبكون بحرقة على خسارتهم فرصة التقدم إلى المركز الثاني! وراحَ مدرب فريق الشعب والحاضرون يُطَيّبون خواطرهم.

أن تدمع عيناك وتشعر بالأسى على خسارة أمر مهم، لكن الأهم ثم ماذا بعد؟ مع العودة استعداداً للدور الثاني لابد من أن نشيد بهذه الروح التي عشقت الشعار، ونوضح أن الفريق قدم أداءً حسناً، لكن لديهم الأحسن، والأهم أن نضع هدفاً واضحاً: ألا يقل ترتيب الفريق عن الوصيف في نهاية الموسم!

هذا المقال لا يخاطب عبدالله وفريقه، بل يتجاوزه لكل من تعثر وأراد النهوض بسرعة. ونختم بمقولة جميلة لـهنري فورد «الفشل هو الفرصة الوحيدة التي تتيح لك البدء من جديد على نحو أكثر ذكاء»!

madhloom@hotmail.com

Saeed_AlSuwaidi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر