السموحة

كل ما نريد من «خليجي 22»

أحمد أبو الشايب

ينطلق اليوم «مونديالنا الخليجي» بالنسخة 22 التي تستضيفها السعودية بعد غياب 12 عاماً منذ آخر بطولة أقيمت على أرض المملكة الشقيقة، ووسط منافسة قوية من المنتخبات الثمانية التي أعتبرها مرشحة للقب جميعها، باستثناء اليمن الباحثة عن أول فوز لها ولم يتحقق على يدي «النونو» النجم السابق والأبرز في البلاد، مع تفاؤل بالمشاركة الجديدة تحت قيادة المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب.

وبات معروفاً للجميع أن كأس الخليج لها طعم ولون ونكهة خاصة تجعلها في مقدمة سلّم أولويات الشعب الخليجي، رغم عدم حصولها على الاعتراف الدولي من «فيفا»، الأمر الذي دفع الكثيرين للمنادة بإلغائها، مع أنني كنت ومازلت من أصحاب الرأي الآخر الذي يطالب باستمرارها وتطويرها، ووضع الأسس السليمة لها حتى تبقى متنفساً للجمهور، وتؤدي دورها الذي وضعت من أجله لتعكس تآلف وتعاضد شعوب المنطقة، فضلاً عن مساهمتها في تطوير المنتخبات واللاعبين والمدربين وقضاة الملاعب وكل ما يحيط بها، حتى الإعلام والنقل التلفزيوني الذي حقق قفزات كبيرة.

وما يميز كأس الخليج العربي أيضاً، أن كل من له علاقة بالمباريات بشكل مباشر داخل المستطيل الأخضر، ومن ليس له علاقة، يحاول أن يدلي بدلوه، ويُبدي تأثيره وأهميته بالفوز، لنجد إداريين يتعاملون مع الأمر بأسلوب المعركة في التصريحات، وتمرير الأخبار «الماكرة» لوسائل الإعلام، حتى يقال إن خطة «فلان» الإعلامية كانت قاضية، وأدت إلى الانتصار، وبإمكان أي شخص متابع عادي أن يلمس هذه الأمور من خلال متابعة التصريحات الصادرة وتناقضها المستمر بين فترة وأخرى، وهذه الأمور لا نشاهدها في أي بطولة عالمية إلا في كأس الخليج.

لكن كرة القدم في كل مرة تثبت للجميع أنها لعبة الـ90 دقيقة، التي تمنح علامة الفوز للفريق الأقوى فنياً وبدنياً وتكتيكياً، دون الاعتبار إلى ما يدور خارح الأسوار وفي صفحات «الجرايد» والمحطات التلفزيونية، وعلى سبيل المثال لو تعاقدنا مع صاحب أقوى التصريحات للانضمام إلى منتخب لم يحقق أي فوز، فهل سيغير الواقع ويفوز بالكأس.

اتركونا من التصريحات «الرنانة» وغير المنطقية، ودعونا نلعب كرة قدم حقيقية، لأن الفائز هو الفريق الأفضل، وأقرب دليل منتخب الإمارات في «خليجي 21» الذي حصد اللقب بجدارة، وأثبتت الأيام أنه الأفضل خليجياً، بعد أن تصدّر جميع منتخبات المنطقة في التصنيف العالمي خلال العامين الماضيين.

على مدى أسبوعين قادمين سنستمتع بكأس الخليج، وكلنا أمل أن ترتقي البطولة إلى أبعد من ذلك، ونجد حلولاً للمعضلات التي تعانيها، البث التلفزيوني، تطبيق نظام «فيفا» في التنظيم، الانتهاء من «فقاعة» التصريحات، كما نتمنى أن يكون «خليجي 22» خير استعداد لكأس آسيا لجميع المنتخبات.. مع تمنياتي للأبيض بالتوفيق.

 

***

اعتباراً من اليوم وحتى الـ27 من الشهر الجاري سنتواصل مع قراء «الإمارات اليوم» عبر الملحق الرياضي الخاص بدورة كأس الخليج العربي.. لا تبخلوا علينا بآرائكم ومقترحاتكم.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر