5 دقائق

من السِّوار إلى الدلو!

د.سعيد المظلوم

كان لانس أرمسترونغ بطلاً عالمياً في رياضة الدراجات حين أخبره الأطباء، وهو في الخامسة والعشرين من عمره، أنه مصاب بالسرطان «عافاكم الله». وقد راحَ المرض ينتشر في جسمه، فكان لابُدَّ من العلاج فوراً، وفي هذه الأثناء شعر «لانس» أنه محظوظ بالرعاية الطبية وبجودة العلاج، فلولاهما لما نجا من هذا المرض القاتل، وتبيَّن له ـ في الوقت نفسه ـ أنّ كثيراً من الناس لا يستطيعون الحصول على هذه العناية، فقرر عام 1996 إنشاء منظمته الخيرية LIVESTRONG.org التي تُعنى بمرضى السرطان، وخلال بضع سنوات وصلت التبرعات التي تلقتها المنظمة إلى 500 مليون دولار، استفاد منها 2.5 مليون مريض.

«هناك حكمة صينية بليغة تقول: أعلى برج في العالم، يبدأ من سطح الأرض!».

قبل عام 2004 كانت التبرعات تصلهم «بالقطارة»، كما يقولون، إلا أن فكرةً واحدة بزغت لديهم رفعت دخلَ المنظمة بشكل قياسي، إنها «أساور المعصم الصفراء»، حيث بيع منها 87 مليون سوار!، ثمَّ أصبحت موضة حول العالم، ما دفع الكثير من المنظمات الإنسانية إلى تطبيقها.

وفي أيامنا هذه برزت فكرة جديدة، لا يُعرف مُطلِقها، وهي «تحدي دلو الثلج»، حيث يهدف هذا التحدي إلى التعريف بمرض التصلب العضلي الجانبي. وعلى الرغم من الانتقادات التي وُجّهت إليها على أنها إسراف في الماء ولعب ومرح أكثر مما هي مشاركة إنسانية؛ إلاّ أننا شاهدنا مَنْ يشارك في هذه الحملة بذكاء من خلال القفز في حوض ماء بارد، كما فعل الحارس العماني الجميل علي الحبسي.

المهم هنا: ما النتائج والأرقام التي حققتها هذه الحملة؟ إليكم هذه الأرقام بحسب جمعية التصلب الجانبي الضموري خلال شهر أغسطس الماضي فقط: 2.2 مليون تغريدة، 1.2 مليون مقطع فيديو، بلغت قيمة التبرعات 41.8 مليون دولار، منها 10 ملايين دولار في يوم واحد (21 أغسطس الماضي)، فكسبت الحملة 739 ألف متبرع جديد حول العالم.

هناك حكمة صينية بليغة تقول: أعلى برج في العالم، يبدأ من سطح الأرض! وهكذا هي الأفكار تبدو للوهلة الأولى أنها صغيرة وتافهة، لكنْ سرعان ما تبلغ شهرتها عنان السماء، وسرّ ذلك: الإيمان بها!

madhloom@hotmail.com

Saeed_AlSuwaidi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر