السموحة

متى مباراة ألمانيا والبرازيل

أحمد أبو الشايب

مازلت أعتقد مثل الكثيرين أن مباراة البرازيل وألمانيا لم تقم حتى الآن، وسأبقى ساهراً طوال الليل كل يوم في انتظار خبر يقول إن ما شاهدناه فجر الثلاثاء، كان مجرد حلم، أقصد «كابوساً»، ومصيبة كروية هطلت على رؤوس راقصي السامبا، وسحقت تاريخهم في الأرض، وأبكتهم عن بكرة أبيهم، وقلبت الصورة الحقيقية عنهم، بعدما تغنّوا بتسيدهم كرة القدم في العالم بخمسة ألقاب مونديالية كرقم قياسي لم ينافسهم عليه أحد.

نتيجة، لم يتوقعها احد على وجه الأرض، حتى اشد الأعداء للبرازيليين، ولم يتخيلها محلل ولا ناقد او جمهور، والمصيبة ان هذه المباراة ستدوّن في التاريخ وتصبح درساً ومرجعاً لكل من أراد ان يأخذ نبذة عن كرة القدم اللعبة المجنوبة التي مهما تطورت وتقدمت ونحتها العلم، فستبقى تكتنز بالمفاجآت والإثارة، وتقلب الطاولة على كل من ينظر إليها، على اعتبار أنها مسألة حسابية، لكن بالفعل هذا ما يزيد من جمالها ومتعتها وينثر الأمل في قلوب من يمارسها.

«تاريخياً البرازيل لا تلعب الأسلوب الدفاعي.. لكن مع ألمانيا لم نشاهد دفاعاً ولا هجوماً».

البرازيل تخسر بالسبعة على أرضها، وتخرج من كأس العالم بالدموع والحسرة والسخرية، هل هذا وصف منطقي للمنتخب الذي أحببناه وشجعناه عشرات السنين منذ ايام بيليه وزيكو ورونالدو، وبالمناسبة اين رونالدينيو؟ اعرف انه يلعب في نادي أتليتكو مونيرو البرازيلي، لماذا لم يتم استدعاؤه، يقولون إنه تجاوز الـ30 من العمر، لكن انظر الى الألمان ماذا فعلوا بمهاجمهم كلوزه.

الخسارة التاريخية، لا يمكن تبريرها بشكل عاطفي، ونقول ان الكرة البرازيلية انتهت، وهذا هو مستواها الطبيعي، لأنني اتوقع أن هذه المباراة لو اعيدت لفازت بها البرازيل، لكن كل ما حدث أفسره بأجواء المباراة التي احدثت صدمة للاعبين في غضون 10 دقائق، تلقوا فيها اربعة اهداف متتالية ادت الى الانهيار، مع اعترافنا بأن المدرب سكولاري ارتكب اخطاء عدة في قيادة المباراة، وعدم التحضير النفسي الجيد لها، وعدم اختيار لاعبين جيدين قبل المونديال، حتى ان الفريق لم يكن مقنعاً منذ البداية والدور الاول حتى جاء الاختبار الألماني.

وبالنسبة لخط الدفاع المهتز لغياب تياغو سيلفا، فأنا لا اصدق كيف غامر سكولاري ولعب مباراة مفتوحة في ظل غياب الأنياب الهجومية، ألا يعرف بأنه سيلعب مكشوفاً من الخلف والأمام بغياب نيمار وعدم قدرة فريد على التعويض، وما سبب تركيزه بشكل كبير على الوسط؟

تاريخياً، البرازيل لا تلعب الأسلوب الدفاعي، لكن مع ألمانيا لم نشاهد دفاعاً ولا هجوماً، كما ان الألمان من المنتخبات التي تحترم، وهي امتحان صعب لكل من اراد معرفة قدراتها في كرة القدم، واسألوا الجزائر التي لعبت بمنطق وواقعية امام الماكينات.

انظروا إلى البرازيليين وهم يبكون، لأنهم لم يصلوا نهائي كأس العالم، وقارنوا بين الفرق العربية التي تحتفل بالتأهل الى دور الـ16، متى نصبح مثلهم.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

 

 

تويتر