5 دقائق

تغريدة تسنيم!

د.سعيد المظلوم

قرأت ذات يوم تغريدة لطيفة للأستاذة تسنيم المذكور، بيّنتْ فيها وجهَ الشبه بين فتح مكة وقاعدة Win-Win المشهورة، التي تدرس اليوم في كليات ودورات الإدارة الناجحة، فما الرابط يا ترى؟

في العاشر من رمضان، وفي السنة الثامنة من الهجرة تحديداً، «دخل رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ مكة على راحلته وهو يضع رأسه تواضعاً لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن شعر لحيته ليكاد يمسّ واسطة الرحل، ودخل المسجد الحرام ومن حوله المهاجرون والأنصار، فاستقبل الحجر الأسود، وطاف بالبيت وفي يده قوس يطغى به الأصنام الموجودة بالحرم ليحطمها، وهو يقول: «جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً»، ودخل الكعبة وطهّرها مما كان بها من الصور، ثم صلى فيها ركعتين. «بعد أن صلى الرسول داخل الكعبة فتح بابها ثم أخذ بعضادتي الباب وخطب فيهم، ثم قال: «يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم؟». قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، قال: «فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء».

«كيف انتصر رسولنا الحبيب ــ عليه السلام ــ بفتح مكة؟ وكيف انتصر أهل مكة بالعفو؟».

ستيفن كوفي في كتابه First Think First تناول موضوع العلاقات الإنسانية أياً كانت، في البيت، في العمل، في الشارع، وبيّنَ أنها على أربعة أنواع:

الأول: Win-Win وهنا كلانا يربح، فلا خاسر في علاقتنا.

الثاني: Win-Lose وهنا الهدف أن أربح، ولكن لا مانع لدي أن تخسر أنت، وأقرب مثال لأعينكم لافتة «البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل» سياسة عفّى عليها الدهر، والذكي يراها خاسرة على المدى البعيد.

الثالث: Lose-Win وهذه حالة غريبة بأن يتعمد الإنسان أن يخسر بهدف أن يربح الآخر فقط، لإثبات وجوده أو أهميته أو حتى فدائيته، وأحياناً ليثبت أنه دائماً مظلوم!

الرابع: Lose-Lose مادمت قد خسرتُ، فعهداً عليّ أن تخسر، كأن العلاقات بين البشر عبارة عن «معارك» نتيجتها أنفس محروقة، وأصحاب هذا المبدأ ــ نسأل الله أن يكفينا شرّهم ويرزقنا بعدهم!

نعود إلى قصة الفتح، وكيف انتصر رسولنا الحبيب عليه السلام بفتح مكة، وكيف انتصر أهل مكة بالعفو، وفي ذلك انتصار لكل المجتمع، ومنذ تلك الفترة أصبحت القاعدة الجديدة هي: Win-Win-Win.

madhloom@hotmail.com

Saeed_AlSuwaidi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر