السموحة

أزمة «الثقة» لمنتخب الجزائر.. والعرب

أحمد أبو الشايب

من الناحية الفنية هنالك مجموعة من المنتخبات العربية أفضل بكثير من خمسة منتخبات مشاركة حالياً في المونديال، وتستحق التواجد في هذا العرس العالمي، لكن الظروف حالت دون وصولها الى البرازيل، أهمها نظام التصفيات الظالم في قارتي آسيا وإفريقيا، وهذه مسألة يتحملها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي يمنح أكبر قارة في العالم 4.5 مقاعد في المونديال، وأفضل قارة منتجة للنجوم خمسة مقاعد فقط، فيما يستأثر الأوروبيون بنصيب الأسد، ويتم مجاملة الأميركتين على حسابنا، وهذه قضية طويلة تحدثنا عنها سابقاً، ولا نريد الخوض فيها الآن.

«لا نظلم الجزائر في هذه المباراة، كون بلجيكا أفضل (عدة وعتاداً) من حيث التصنيف والنجوم».

«هنالك مجموعة من المنتخبات العربية أفضل بكثير من خمسة منتخبات مشاركة حالياً في المونديال».

على سبيل المثال، منتخب الإمارات بعد التطور الذي طرأ عليه في الآونة الأخيرة، لولا الظروف التي مر بها في التصفيات لكان قد تأهل الى كأس العالم، وكذلك منتخب الأردن الذي وصل إلى أبعد نقطة، ولولا نظام التصفيات لصعد إلى النهائيات دون الحاجة إلى اللعب مع الأوروغواي، ومثله السعودية ومصر والمغرب، كلها منتخبات تستحق اللعب والتواجد في المونديال، وهي أفضل أو قريبة من أستراليا وإيران والبوسنة والهندوراس ونيجيريا.

وباستثناء ألمانيا وهولندا، لم أشاهد في المونديال حتى الآن منتخبات «خارقة»، لا يمكن مجابهتها، أو الصمود أمامها، بالاستناد إلى أسمائها، أولها منتخب الأرجنتين المرشح الأبرز للمنافسة في اللقب أو التأهل الى نصف النهائي على الأقل، كونه يضم ميسي أحد أفضل النجوم في العالم، فضلاً عن أن 50% من لاعبيه حصدوا بطولات مع أنديتهم هذا الموسم، مثل أغويرو ودي ماريا وزباليتا وديميكيليس، لكن رغم ذلك ظهروا بأضعف أداء أمام منتخب البوسنة الذي يلعب لأول مرة في تاريخه في المونديال، وقدم درساً لبقية المنتخبات بأن العبرة للعطاء داخل الملعب لا للتاريخ.

وبالنسبة لمنتخب الجزائر ممثل العرب الوحيد، استغربنا طريقة أدائه، وأزمة الثقة التي عانى منها اللاعبون بعد أن خدمتهم القرعة بوقوعهم في مجموعة مثالية بالنسبة لبقية المجموعات، بعيداً عن إنجلترا وإسبانيا وألمانيا والنمسا وتشيلي وأميركا، كما حدث معهم في المشاركات السابقة، كما أن الخضر تلقوا دعماً معنوياً كبيراً بحصولهم على ضربة جزاء سجل منها فيغولي هدف الفوز وسط فرحة عربية كبيرة، ثم انقلب السحر على الساحر وبدا التراجع واضحاً في الفريق خلال الشوط الثاني، أملاً في الدفاع والحفاظ على الفوز حتى كانت الخسارة، وهذه المشكلة تعانيها كل المنتخبات العربية التي تتأهل الى المونديال، لأن لاعبينا من وجهة نظري ليس لديهم الثقة الكافية للعب في المونديال، ونحتاج الى أجيال جديدة قادرة على التعامل مع الكرة ببساطتها ولا تهتز لهم «شعرة» عند سماع أسماء النجوم الموجودين في المنتخبات العالمية.

ولا نظلم الجزائر في هذه المباراة، كون بلجيكا أفضل «عدة وعتاداً» من حيث التصنيف والنجوم، لكن تبقى أقل خطراً من المتبقين في المجموعات الأخرى، كما أن محاربي الصحراء من أصحاب الخبرات في اللعب في المونديال، وليس بجديد عليهم مواجهة منتخبات كبيرة.

نترقب تغيير الصورة من الخضر في المباراة المقبلة مع كوريا الجنوبية الأحد المقبل، ولنهتف كلنا «فيفا لاجيري».

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر