الآنسة ليبتون!

فاجأتْني ابنتي هيا ـ ذات يوم ـ إذْ قالتْ: «بابا! سجلتُ لك حلقةً للإعلامية الشهيرة أوبرا من برنامجها صفّ الحياة (Master Class) وهي تحاور الممثل مورغن فريمان». وبعدَ المشاهدة وجدتُها ـ بحق ـ حلقة رائعة ومفعمة بدروس عظيمة من الحياة.

وللسيد فريمان قصة قد لا يعرفها البعض، فعلى الرغم من شَغَفِه بالتمثيل منذ صغره إلا أنه بدأ حياته بمهنة الطباعة وإصلاح آلاتها، حتى جاء اليوم الذي اختلف فيه مع ربة العمل فطردته وأصبح عاطلاً عن العمل. في هذه الآونة اضطر للتسجيل في برنامج خاص بالعاطلين عن العمل «وهذا البرنامج يمنح المسجِّل فيه راتباً بسيطاً يسُدُّ الرّمق، ريثما يبحثُ عن عمل مشابه لما كان يعمله قبل الطرد». مرت أسابيع ولم يجد السيد فريمان عملاً مناسباً، فراحَ يتساءل مع نفسه: لماذا يشترطون علينا القيام بأعمال لا نحبها؟ أنا ـ مثلاً ـ أقوم بعمل لا أحبه! ثمّ انطلقَ نحو المكتب الخاص بهذا البرنامج وهناك التقى بالآنسة ليبتون، فقال لها: آنسة ليبتون: أنا لست طبّاعاً بل أنا ممثل! نظرت إليه ـ وقد أعجبت بصراحته ـ وقالتْ له: لديكَ ستة أشهر، اذهب وحقق حلمك!

«أعلِنْ عنْ نفسِك» كما أعلنَ فريمان، كان لديه حلمٌ، فأعلنَ عنه، ومن حسنِ حظه أنّه وجدَ من يساعده على الانطلاق.

ولكنْ ـ قبل أن تعلن عن نفسك ـ تذَكّر النقاط الآتية:

■ قم بالأعمال المهمة وليست السهلة!

■ تفرد بإتقان مهارة حاسمة دون غيرك!

■ ابذل مجهوداً إضافياً!

■ اعمل على إجادة لغة غير مطلوبة في عملك!

■ كن منتجاً!

■ اعمل بروح الفريق!

■ كن إيجابياً باحثاً عن الحلول!

■ واكب التكنولوجيا!

■ اعمل دائماً على تحسين مهاراتك في الاتصال خصوصاً «الإنصات»!

وللعلم، فقد حقّقَ السيد فريمان حلم حياته بالجدّ والاجتهاد، فأصبحَ ممثلاً سينمائياً بعد 50 عاماً من تطبيق معظم هذه النقاط، ولهذا ختمتْ «أوبرا» حلقتَها بقولها: أن تحلم لا يكفي، بل عليك أن تعمل أولاً وأخيراً!

madhloom@hotmail.com

@Saeed_AlSuwaidi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .