اللهم بلغنا رمضان
بعد شهر تقريباً نستقبل شهر الرحمات والبركات، فمن أعظم التوفيق للعبد أن يدرك شهر رمضان، فيصوم ويتصدق ويتعبد، فكم من راحة نفسية نجدها في رمضان، خصوصاً عند تجمع الأسرة على مائدة الإفطار ونتواصل ونتزاور ونجلس مع والدينا وأسرنا، فاللهم بلغنا رمضان وأيامه الطيبة ولياليه الجميلة، وعندما يأتي رمضان نتذكر أحبة لنا كانوا معنا في رمضان الماضي، لكن أين هم الآن؟ رحلوا عن الحياة وتركوا أجمل الأثر في حياتنا، فاللهم اغفر لهم وارحمهم واجمعنا بهم في الفردوس الأعلى.
| الموفق من يستعد لشهر رمضان من الآن بتعويد نفسه على شيء من الطاعات والمواظبة عليه. |
والموفق من يستعد لرمضان من الآن بتعويد نفسه على شيء من الطاعات والمواظبة عليه، كصيام شعبان والإكثار من تلاوة القرآن، وغيره من العبادات، فإذا جاء رمضان سهل أداء العبادات المتنوعة، وينبغي على كل من أفطر في رمضان الماضي بعذر أن يبادر بالقضاء قبل أن يأتي رمضان، فبعضهم ــ سامحهم الله ــ يتكاسلون عن القضاء حتى يأتي رمضان، بل بعضهم لا يقضي لسنوات طويلة، وهذا تفريط كبير، ومن الاستعداد لرمضان أن نتعلم شيئاً من أحكام الصيام وآدابه حتى يكون صيامنا على وفق طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد يقع بعض الناس في مسائل ولا يعلم أنها تبطل الصيام، وقد يقع البعض في مسائل يظن أنها تبطل الصيام وصيامه صحيح لا شيء فيه، ومن المهم أن نتعلم بعض الآداب المتعلقة برمضان وحال السلف الصالح فيه، فالنفس تتحمس بمعرفة فضائل الصيام وآدابه وسننه، فكلنا يريد أن يصوم وفق السنة، وتعلم أحكام الصيام مهمة خاصة لمن يسافر في رمضان، فبعضهم يسأل متى أفطر في الطائرة؟ ومتى أمسك عن الطعام في الطائرة؟ فهنا يظهر أثر تعلم أحكام الصيام.
إن التخطيط لاستغلال شهر رمضان أمر ضروري جداً، فمن سَمَت همّته نوى الخير وأقبل عليه، فهو يعلم أن إدراكه لشهر رمضان منة عظيمة من الله عليه، ومن يدري هل ندرك رمضان في السنة المقبلة أم لا.
والعاقل من يخطط أيضاً من الآن على ترك كل ما ينقص أجر صيامه، فهو يريد أن يصوم صيام المتقين الذين يحبون الله ويعظمونه، فهو يحرص على زيادة حسناته في رمضان، فمن الناس من تزداد سيئاته في رمضان، لأنه لم يستغله في الخير والطاعة، بل ضيّع على نفسه الأجر بسبب كثرة ذنوبه ومعاصيه، فاللهم بلغنا رمضان ووفقنا لاغتنام شهر الرحمات.
مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي
@D_alkamali
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .