رادار جبر!

شاركتُ أنا وزميلي المقدم عبدالله الخياط مع اللواء الدكتور عبدالقدوس العبيدلي في تقديم البرنامج الإذاعي «رحلة تميز» على «نور دبي»، وفي الحلقة الأخيرة استضفنا المدير التنفيذي لمجموعة دبي للجودة بدرية التميمي، وبعد أن بيّنتْ دور «الأفكار» في تطوير المؤسسات، أجرينا حواراً عن «العصف الذهني» كأداة لحشد الأفكار في مواجهة التحديات، وفي هذه الحلقة تحديداً برقتْ في ذهني خاطرة: كثيراً ما نتحدث عن التميز في مؤسساتنا، لكن أين نحن من التميز في بيوتنا؟! في إحدى المحاضرات اكتشفتُ أن زميلاً لي يطبّق منهجية رادار (RADAR) في بيته، فطلبت مقابلته لمعرفة الخيوط بالتفصيل، يقول جبر: بدأت العمل في مجال التميز والجودة ومعاييرها عام 1998، وذات يوم طُلب مني أن أحاضر فيها، فكانت محاضرتي ــ للأسف ــ مُخيبة للآمال، ورجعت للبيت مكسور الجناح، لكن موقف زوجتي (أم نواف) كان داعماً ومحفزاً حين قالت لي: «هم بشر وأنت مثلهم، انطلق!». يكمل جبر قائلاً: لن أنسى تاريخ 3/3/ 2003 حينما قررتُ نقل تجربة التميز إلى البيت، فبدأنا بمحاضرات للتوعية، مثل إكرام الضيف، والمخاطر، والتعاون. الجميل أنني بدأتها بنفسي، ومن ثمَّ (أم نواف)، فنواف. وأتبعناها بوضع أهداف استراتيجية ثلاثة: حفظ القرآن، والتميز الدراسي، والادخار لشراء بيت، والمبادرات المجتمعية، كزيارة المستشفيات ودور المسنين. وعندما لاحظ جبر انخفاضاً في المستوى الدراسي لأطفاله، بادر بإجراء مقارنة معيارية فاستضاف إحدى المتفوقات لتحاضر عن أسلوبها في المذاكرة. في حادثة طريفة يقول جبر: لاحظتُ أن فاتورة الكهرباء والماء تجاوزت الحد المقبول، لتصل إلى 3800 درهم شهرياً، فاتخذنا إجراءات وقائية لكنها لم تُجْدِ نفعاً، فاجتمعتُ على انفراد مع (أم نواف)، وقلتُ لها: إنْ لم تنخفض الفاتورة بنسبة 30% سأتزوج، وفي اجتماع العائلة أيّدتني زوجتي وقالت: أبوكم إذا قال فعل! لن تصدقني إنْ قلتُ إن الانخفاض كان 50%!

جبر جمع الحُسْنيين: التميز في العمل مع التميز الأسري، فهنيئاً له بأهله.

كثيراً ما نتحدث عن التميز في مؤسساتنا، لكن أين نحن من التميز في بيوتنا؟! 

madhloom@hotmail.com

@Saeed_AlSuwaidi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .