السموحة

تحية لجمهور«الكلاسيكو»

أحمد أبو الشايب

نهنّئ برشلونة على إعادة الدوري الإسباني إلى واجهة التنافس والإثارة، بالفوز الذي حققه على ريال مدريد في مباراة هي الأجمل والأقوى والأمتع من كلا الفريقين، لما قدماه من فنون كروية عالية، أمتعت جميع المتابعين، وارتقت إلى المستوى المنتظر منهما، بعدما شاهدنا سبعة أهداف أربعة منها «ملعوبة» في غاية الروعة، وثلاثة من ضربات جزاء حملت توقيع لاعب ساحر في موهبته، وآخر هو الأفضل في العالم، فضلاً عن الإثارة التحكيمية، كما تقلّبت الكفة على طرفي اللقاء، وكانت حالة الطرد نقطة التحول، وإلى جانب ذلك حجم التفاعل من الجمهور الذي عاد بقوة، وترقب باهتمام انقشاع حقيقة المتغيرات التي طرأت على الفريقين في الآونة الأخيرة.

«التحليل ليس الهدف منه ما ستؤول إليه نتيجة المباراة بحد ذاتها رغم أهمية ذلك، بل هو نوع من تهيئة الأجواء لأهمية المباراة».

«توقّع نتيجة أي مباراة قبل انطلاقها أمر غاية في الصعوبة، ومن البديهي أن كرة القدم (لعبة مجنونة)، وغير منطقية، وهذا ليس جديداً».

توقّع نتيجة أي مباراة قبل انطلاقها أمر غاية في الصعوبة، ومن البديهي أن كرة القدم «لعبة مجنونة» وغير منطقية وهذا ليس بجديد، وينطبق على كل المباريات، لأن لكل مباراة ظروفها خصوصاً لقاءات «الكلاسيكو» و«الديربيات» التي تتحكم فيها خبرات اللاعبين والمدربين وتجاربهم، وسير الأحداث وضغط الإعلام والجمهور ومكان إقامتها، وتاريخ الفريقين، لكن كل ذلك لا يدعنا نجلس مكتوفي الأيدي دون أن ندلي بدلونا ونتوقع ونحلل آخر المستجدات التي تكون محور الحديث، ثم نعرضها للجمهور بصدقية وأمانة ورؤية «قد تصيب وقد تخطئ» بالعودة الى الأصول الأولى لكرة القدم التي لا تعترف إلا بما يحدث داخل المستطيل الأخضر.

ليس عيباً أن يعتقد أغلب المحللين في العالم أن الكفة كانت تميل الى مصلحة ريال مدريد قبل المباراة، بالنظر الى تصدره «الليغا» وأدائه في دوري ابطال أوروبا، ثم يأتي برشلونة بمواهبه الجبارة، ويقلب الطاولة، ويخرج من «سنتياغو برنابيو» بالنقاط الثلاث، لأنه فريق عوّدنا على قهر الظروف، وامتاع جماهيره والعالم بما يقدمه ويملكه من معدن اصيل، دون انتقاص من حق ريال مدريد الذي قدم هو الآخر مباراة كبيرة ومختلفة، أعاد فيها الكفة أكثر من مرة بتألق دي ماريا وبنزيما، قبل أن تكون كلمة الفصل لـ«المواهب» التي حملت اسم وتاريخ الفريق، وأغلقت جميع ثغراته وظفرت بنقاط العودة من جديد.

التحليل ليس الهدف منه ما ستؤول إليه نتيجة المباراة بحد ذاتها، رغم أهمية ذلك، بل هو نوع من تهيئة الأجواء لأهمية المباراة، وإظهار مواطن القوة والضعف، وتهيئة الجمهور الى متابعة نقاط معينة قد تكون غائبة عن حساباته، مع إعطاء الحق للجمهور للاتفاق أو الاختلاف مع الزاوية التحليلية التي تم تداولها، كلّ حسب وجهة نظره ومدى ثقافته ومتابعته للأمور.

وإذا اعتقد جمهور برشلونة أننا ظلمنا «البرشا» من خلال ترشيح ريال مدريد للفوز، فنحن نحترم وجهة نظرهم، ونقدّر لهم جميع أفكارهم وطروحاتهم، ونشكرهم جزيل الشكر على تفاعلهم مع الفكرة والتعليق عليها، وهنا نقصد الجمهور «الرياضي فقط» صاحب الروح الرياضية الذي استقبل الموضوع بروح الدعابة، وأتحفنا بالعبارات الجميلة حتى التي اختلفت معي وعارضتني.

هذا الجمهور «الرياضي» الجميل الذي تواصل معي بوسائل مختلفة «الهاتف، الإيميل، تويتر، فيس بوك»، أقول له «السموحة إذا اعتقدتم أنني بالغت في التحليل، وأتمنى أن تكونوا قد أمضيتم ليلة سعيدة»، و«هاردلك» للريال.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر