السموحة

ماذا فعل زينغا بـ «شيخ الأندية» السعودية

أحمد أبو الشايب

بما أن الجزيرة عاد من «الديار المقدسة» مدوناً اسمه في سجلات التاريخ بصفته أول فريق إماراتي يهزم آخر سعودياً وسط أرضه وجماهيره على الصعيد الآسيوي، ومحققاً الفوز الثاني على التوالي كأفضل انطلاقة إماراتية في البطولة القارية ايضاً، فإن القناعة بدخول أنديتنا مرحلة جديدة باتت راسخة أكثر، إثر التطور الذي طرأ على كرة الإمارات في السنوات الأخيرة وانعكس بشكل ايجابي على المنتخب الوطني.

المدرب الناجح هو مدرسة كروية قائمة بحد ذاتها، له فكره وطريقته ومبادئه.

وللأمانة، الجزيرة أصبح حالة خاصة ومنفصلة تحت قيادة المدرب الإيطالي زينغا الذي يحسب له ولكتيبة «فخر أبوظبي» هذا الإنجاز، بعد مباراة صعبة امام فريق لا يستهان به وكان قريباً من التعويض في الربع ساعة الأخيرة من المباراة، لولا صمود دفاع الجزيرة وتألق الحارس علي خصيف، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة التي أبدع فيها علي مبخوت وعبدالله قاسم.

الكثيرون حاولوا التقليل من شأن الفوز «الجزراوي» بالقول إنه لعب مباراة سهلة أمام فريق ضعيف يحتل المركز الرابع في الدوري السعودي، ولا نعلم من أين يأتون بمثل هذا الكلام، وكيف لا يعرفون أن «الليث الأبيض» واحد من اعرق الأندية السعودية وأقدمها في الرياض ويلقب بـ«شيخ الأندية»، وأنجب سعيد العويران وفؤاد أنور والمعجل والشنيف، وبطل المملكة العام قبل الماضي بعدما قهر الأهلي والهلال والاتحاد، فضلاً عن وصوله الى نصف نهائي دوري ابطال آسيا حديثاً عام 2010 وقبلها بلغ النهائي، وتأهل بنسبة 90% إلى الدور الثاني في كل مشاركاته القارية، ولا ننسى النجوم الكبار والمخضرمين في تشكيلة الفريق الحالية أبرزهم المهاجم الفلسطيني عماد خليلي الذي يحمل الجنسية السويدية وولد في دبي، وتوريس وأحمد عطيف وحسن معاذ.

زينغا تفوق على «شيخ الأندية» السعودية بتاريخه وحاضره ووسط جمهوره، ليثبت قدرته وإمكاناته كمدرب متميز أعاد الجزيرة الى الواجهة، وأثبت أنه على قدر التحدي، ولديه من الخبرة والعلم ما يؤهلة لقيادة اكبر الأندية.

المدرب إذا كان جديراً بمنصبه وشخصيته وخبرته وعلمه، ولقي دعماً وثقة من قبل إدارة النادي، سيخلق روحاً جماعية في فريقه ويكسب احترام اللاعبين، وستنعكس شخصيته على الأداء داخل الملعب، وهنا يأتي دور إدارة النادي التي عليها الوقوف لوجيستياً الى جوار الجهاز الفني، والتعبير عن إعجابها به في وسائل الإعلام، وزرع طمأنينة الاستقرار الفني في نفسه ونفوس اللاعبين، والحديث عن استراتيجيات لسنوات طويلة.

ولنا العبرة في المدرب الإسباني غوارديولا بعدما نقل شخصيته من برشلونة إلى بايرن ميونيخ، الذي اصبح يلعب بالطريقة الكاتالونية، والتمريرات السريعة والقصيرة، متخلياً عن فكره السابق ايام هاينيكس، المعتمد على القوة البدينة والاختراقات من العمق والأطراف والكرات العرضية وحسم الهجمات بتمريرة أو اثنتين.

المدرب الناجح هو مدرسة كروية قائمة بحد ذاتها، له فكره وطريقته ومبادئه، التي تحتاج الى أشهر لاستيعابها وتطبيقها من اللاعبين، ثم جني ثمارها، أما تعاقدات الوجبات السريعة، ستبقى «تيك أواي» بلا فائدة، بل تضر أكثر مما تنفع.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

 

 

تويتر