السموحة

تاريخ «الأبيض» أفضل من الحاضر

أحمد أبو الشايب

بعيداً عن أداء المنتخب ونتيجته أمام أوزبكستان في ختام تصفيات آسيا، لايزال الأبيض يسير بخطى ثابتة في طريقه المرسوم من المدرب المجتهد المهندس مهدي علي، وفرقته المتناغمة المتآلفة التي نجحت في جميع الاختبارات التي خاضتها حتى الآن، ما قاد إلى تحقيق النقلة النوعية وتقدم الإمارات من المركز 138 على مستوى العالم في تصنيف «فيفا» الصادر في نوفمبر 2012، إلى المركز 58 عالمياً، حسب آخر قائمة أصدرها الاتحاد الدولي الشهر الجاري.

«الإمارات حصلت على أفضل من المرتبة 58 بكثير في السنوات الماضية، إذ سجلت المركز 42 في شهر نوفمبر 1998».

إنجاز المنتخب مؤشر رقمي يدل على أنه في الاتجاه الصحيح للوصول الى أهدافه، وأنه بأيدٍ أمينة ومخلصة في عملها، متمثلة في المدرب مهدي علي وطاقمه الفني والإداري، ومن واجب الإعلام أن يبرز هذا الجانب للجمهور ويركز على أهمية هذا الأمر كنوع من استشراف وقراءة المستقبل، لكن على الإعلام الانتباه إلى التعامل مع المنتخب بمنطق، وموضوعية مستندة الى الأرقام وعدم المبالغة في الوصف، وعدم إعطاء الأمور أكبر من حجمها.

راج في وسائل إعلامية أخيراً، وعلى نطاق واسع من التحليل، أن منتخب الإمارات عندما وصل الى المركز 58 عالمياً، حقق إنجازاً هو الأول في تاريخه، وهذا طبعاً غير صحيح إطلاقاً، لأن الإمارات حصلت على مركز أفضل من ذلك بكثير في السنوات الماضية، إذ سجلت المركز 42 في شهر نوفمبر 1998، وهو العام الذي تلى مرحلة «ممتازة» مرت بكرة الإمارات في فترة التسعينات، ولم نصل حتى الآن الى درجتها، خصوصاً عندما بلغ الأبيض المباراة النهائية لكأس آسيا التي أقيمت على ملاعب أبوظبي، وكان قريباً من اللقب قبل أن يخسر من السعودية.

وعلينا تذكر هذه السنوات جيداً وألا ننساها، وننسبها إلى أهلها عندما كان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان رئيساً لاتحاد كرة القدم، وتناوب على تلك المرحلة مدربون عدة، أبرزهم الكرواتي ايفيتش تومسيلاف، والبرازيلي ساندري لوري، والتشيكي ماتشالا، ود.عبدالله المسفر، رغم أن الأخير قاد المنتخب فترة وجيزة، ومن ثمّ لن نغمض أعيننا عن التاريخ الذي مازال يتفوق في كل شيء، ونتشوق لعودته.

المنتخب الحالي متميز ونشد على يديه، وبارك الله في الجهود المخلصة التي تقف خلفه، لكنه لم يصل بعد الى قمة الطموح، وأمام مهدي علي وأبنائه مشوار طويل من العمل في نهائيات أمم آسيا 2015 التي ننتظر فيها عودة كرة الإمارات الى أمجادها، مثلما ننتظر تكرار التأهل الى كأس العالم.

وبالمناسبة، عندما تأهلت الإمارات إلى مونديال 1990 في إيطاليا كانت من ضمن أفضل 30 منتخباً في العالم، لكن لم يكن هنالك تصنيف للمنتخبات من قبل «فيفا» الذي بدأ تطبيق الفكرة في سبتمبر عام 1992، وصدرت أول قائمة تصنيف للمنتخبات في 1993، وحل فيها المنتخب في المركز 51، وفي 1994 جاء في المركز 46.

والآن أقول لـ«المطبلين»: تاريخ الأبيض أفضل من الحاضر، إنما القادم أحلى.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر