5 دقائق

هذا «شغلي أنا»!

د.سعيد المظلوم

ما أكثر رابطة عشاق هذا «شغلي أنا»، أحدهم يقول: إنّ كل هذه الإنجازات في العمل وهذه الملايين، إنّما هي «شغلي أنا»! وآخر يؤكّد قائلاً: إنّ هذا الموظف الناجح من «شغلي أنا»! تسأله: كيف؟ يقول: أنا الذي وظفته، وأنا الذي دربته، وأنا الذي أوصلته! وهناك فئة تعتقد أنّ المكان من دونهم لا يمكن أن يتقدم، يقول الواحد منهم واثقاً: سيأتي يوم ويتذكرون «شغلي أنا»! ولنكون منصفين فأحيانا نجد أنّ هذه العبارة قد تُقَال عند الظلم والقهر، فيلجأ الموظف إلى الله، ويقول: يا الله لقد سرقوا مني «شغلي أنا»!

«المراد من هذه التجربة أن تعملوا جميعاً، لإخراج أفضل النتائج».

«خالد المانع» يعمل نائبا للرئيس التنفيذي في شركة سابك السعودية، يروي قصته مع أستاذه الياباني الذي علمه درساً لن ينساه أبداً، فيقول: في عام 1980، التحقت بجامعة ميجي اليابانية في بعثة دراسية بمجال الهندسة، وفي أول يوم دراسي ـ في المختبر ـ وددت أن أكون عند حسن ظن أستاذي، فحضرت مبكراً، وانتظرت الجميع حتى اكتمل العدد، بعدها أخذنا الأستاذ إلى الطاولة التي عليها الأجهزة، وشرح لنا المطلوب مع التأكيد على العمل معاً، وفي طريقه وهو يغادر المختبر، قال لنا: لديكم خمس ساعات فقط!

منذ البداية، لاحظت تردداً على وجوه زملائي الطلبة اليابانيين! فما كان مني إلا أن عملت وحدي دون المجموعة، وأنجزت المطلوب في نصف ساعة فقط، ثم تركتهم وذهبت مزهواً إلى مكتب الأستاذ لأزفَّ إليه البشارة، قرعت عليه الباب وأخبرته بما حدث، فطلب مني العودة إلى المختبر، وحينما رأى ما حدث رمقني بنظرة غضب، وأمرني بالعودة إلى المكتب مرة أخرى، وبمجرد دخولنا أغلق الباب، وقال لي: «هل كنت تعتقد أنّ أحداً من المجموعة لا يمكنه أن يعمل مثلك أو أفضل؟ كلهم قادرون، ولكنّ المراد من هذه التجربة أن تعملوا جميعاً، لإخراج أفضل النتائج، وليس الهدف أن تعملَ وحدك!»، الطامة الكبرى أن الأستاذ طردني من المادة، واضطررت إلى إعادتها في السنة التي بعدها!

فمتى يتعلم أصحابُ هذا «شغلي أنا» الدرسَ!

madhloom@hotmail.com

@Saeed_AlSuwaidi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر