السموحة

سامي الجابر.. المُحارَب

أحمد أبو الشايب

حتى البيان الصادر عن نجم كرة القدم السعودي والعربي سامي الجابر جاء مهذباً رزيناً، برزت فيه أخلاقه كأسطورة جاب الملاعب، وترك فيها آثار إنجازاته خالدة تحكيها جنبات المدرجات، وصدى صياحات الجمهور من جميع الأطياف والانتماءات (هلالية، اتحادية، نصراوية، أهلاوية..). هتفت له، ونادت بإنزاله من دكة البدلاء في اللحظات الحاسمة التي كان يمر فيها الأخضر بحرج في كبرى المجابهات الكروية.

«دائماً أتساءل: لماذا هذا الهجوم الشرس على المدرب السعودي الوطني الوحيد في دوري عبداللطيف جميل؟».

«الجابر نجم أنجبته الكرة السعودية امتداداً لمجموعة من الأساطير التي ستبقى خالدة».

تحدث الجابر مدافعاً عن نفسه من الإساءة التي تعرض لها عبر قناة «العربية»، ونخجل من ترديدها، ولا تعبّر إلا عن قائلها ومستواه الثقافي والفكري والعلمي، لأن لاعباً بحجم الجابر مفخرة لأي بلد ينتمي إليه، وهو نجم أنجبته الكرة السعودية امتداداً لمجموعة من الاساطير التي ستبقى خالدة، مثل ماجد عبدالله وياسر القحطاني، إلا ان الجابر يبقى الرقم «واحد» ولا يمكن أن يتعداه أحد.

وسبق للاتحاد الدولي لكرة القدم ان أصدر نشرة عن أساطير كرة القدم عام 2009، وكان من ضمنها سامي الجابر كلاعب عربي وحيد أدرج في القائمة التي ورد فيها أسماء بارزة مثل الأيرلندي جورج بست، والليبيري جورج ويا، والويلزي أيان راش، والسيراليوني محمد كالون.

تحدث الجابر في البيان عن أسرته وقبيلته وأصوله للتعريف بنفسه، ولمن تطاول عليه، علماً بأنه لا يحتاج الى سرد هذه المعلومات التي يعرفها القاصي والداني كابن بار تأصلت جذوره في المملكة العربية السعودية، ولم يُسئ الجابر في بيانه بكلمة واحدة الى أحد، وعبّر عن احترامه لجميع الأطراف، وحقه في مقاضاة من يعتقد أنه أخطأ.

لا أدافع عن سامي لعلاقة شخصية به، ولا يعرفني من قريب أو بعيد، وكل ما يربطني به هو أننا من مواليد العام نفسه، وهو «نجم.. لاعباً ومدرباً»، ليس بحاجة لي كي أتكلم عنه، ومهما تحدثت عن سامي فلن أوفيه حقه، لكن دائماً أتساءل: لماذا هذا الهجوم الشرس على المدرب السعودي الوطني الوحيد في دوري عبداللطيف جميل؟ ولماذا يحارب بهذه الطريقة؟ والغريب ايضاً ان منتقديه لم يتركوا وسيلة إلا هاجموه من خلالها الى أن وصلت المسألة للتشكيك في أصله وفصله، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم التجني فيها على هذا الأسطورة، ولم يُترك في حاله منذ توليه الإشراف على الهلال.

للأسف الاعلام الرياضي السعودي يعاني من وجود الانتماءات «النادوية» التي تؤدي في النهاية الى الخروج عن المهنية بسبب اتجاهها الى تغليب طرف على آخر خارج إطار المستطيل الاخضر والتنافس الشريف، ما يؤدي في النهاية الى إضعاف لعبة كرة القدم وإفراغها من محتواها وهدفها.

لسنا ضد انتقاد سامي فنياً أو الاعتراض على طريقة إدارته لفريق الهلال، وليس له ذنب في تألق فريق النصر الذي يعود بقوة الى الواجهة، لكن لا نريد أن تتجه الأمور الى الجوانب الشخصية، بالتهجم عليه وعلى تاريخه وإنجازاته وعائلته، لأنه يبقى أسطورة كتب لنا يوماً مذاقاً للنصر.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

 

تويتر