5 دقائق

وجاء مدير!

د.سعيد المظلوم

قال معاوية لرجل: من سيد قومك؟ فقال: أنا. فقال له: لو كنت كذلك لم تقلها!

بعد أن «طاار المدير» لابد أن تتجه الأنظار إلى المدير القادم، من هو؟ وماذا سيفعل؟ يقولون: «لو دامتْ لغيركَ ما وَصَلتْ إليك»، ولكن الأعمالَ أكثرُ ديمومة وأعلى صوتاً، وهذا يقتضي أن يثبت المدير الجديد جدارته سريعاً، ويقوم بالتغييرات الحاسمة التي تخدم ولا تهدم!

«المدير القادر على اتخاذ إجراءات سريعة في التعامل مع المواقف، حقق نتائج إيجابية وبقي في منصبه لمدة أطول».

إريكا أندرسون وضعت خطوات خمساً للقائد الجديد لإجراء هذه التغييرات بسلاسة وسرعة، قالتْ:

■ تعرف إلى أوضاع المؤسسة جيداً: وهذا مهم للمدير الذي يدخل المؤسسة لأول مرة، وضروري للمدير الذي ترقى للمهمة الجديدة في المؤسسة نفسها. وهنا أيضا نقطة لابد أن تكون في حسبانك أيها المدير الجديد، فزملاء الأمس أصبحت أنت رئيسهم، ومديرك أصبح زميلك، ومن كان يتحدثُ معك بالأمس قد يتوجس اليوم خيفةً أو حذراً، وقد يختلف تعامله معك، فإما أنْ تتوطّد العلاقة وإمّا أن تنهار الثقة، الحل بيدك: راقب الوضع جيداً، واستمع للجميع باهتمام فهو الطريق الأول لكسب القلوب.

■ الحلفاء: عندما تبدأ بمراقبة وضع مؤسستك، استمع للجميع (فحينما كنتُ على مقاعد الدراسة، جاءنا مدير جديد، وأول ما فَعَلهُ، الاجتماع بنا ـــ كلاً على حدة ـــ ليسمعَ منا ما نَوَدُّ، وما نكره!) هنا ستجد الأشخاص الذين يشاركونك الرؤية، فساعدهم لأنك ستحتاج لمساعدتهم غداً.

■ شاركهم قرارك: قبل البدء بالتغيير؛ قل لموظفيك ماذا ترى، واعرف منهم ماذا يَرَوْن. وركز على من يخالفونك الرأي، فقد تكون لهم وجهة نظر صائبة تجنبك الفشل!

ـــ قم بتغييرات بسيطة وسريعة منذ البداية: هذه التغييرات الإيجابية الصغيرة تعطي انطباعاً بأنك ستقود السفينة إلى بر الأمان.

■ وأخيراً نفذ: وستجد الدعم الكامل ممن يشاركونك الرؤية، وممن يخالفونك أيضا، حتى إن كان التغيير صعبا ومحفوفاً بالمخاطر.

مؤسسة ماكينزي العالمية قامت بدراسة شملت 356 مديرا تنفيذيا، فوجدت أنّ المدير القادر على اتخاذ إجراءات سريعة في التعامل مع المواقف، حقق نتائج إيجابية وبقي في منصبه لمدة أطول، لكنْ تذكّرْ: أنّ الكرسي لا يدوم، فاحرص على ترك أثر طيّب!

واجب اليوم: نسخ مقولة معاوية، ووضعها على مكتبك!

madhloom@hotmail.com

@Saeed_AlSuwaidi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر