السموحة

«فيفا» ينشر غسيل الأندية

أحمد أبو الشايب

في تقرير رسمي صادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم، فضح «فيفا» تعاقدات الأندية في جميع دول العالم، وصنّفها بشكل دقيق وعلمي يستند الى أسس منطقية وواقعية، وضمن الأرقام التي يملكها ومعتمدة لديه من إدارة انتقالات اللاعبين حول العالم، وبالتالي لم نعد بحاجة إلى الأرقام التي كنا «نشحدها» من اتحاد الكرة منذ سنوات ولم نحصل عليها حتى الآن، وهدفنا فقط إجراء التحليلات والمقارنات، وتقديم المعلومات بكل شفافية ودقة للأندية والشارع الرياضي أو ربما لرجال الأعمال حتى نرتقي بالمنتج الذي نقدمه للإمارات والعالم، ونصل يوماً الى مرحلة صناعة كرة قدم كمنتج يدير نفسه بنفسه، دون الحاجة إلى الدعم المالي الحكومي، بل ويضيف للدولة الحديثة عنصراً آخر من عناصر الاستثمار.

«الأرقام الرسمية، رغم أنها مفاجئة من حيث ترتيب الإمارات، إلا أنها تعد منطقية ومقبولة من مبدأ حجمها البالغ 47 مليون دولار».

«فيفا» قدم لنا حجم الصرف المالي في سوق الانتقالات الدولي في كل دولة، لتأتي الإمارات في المركز الـ13 عالمياً، والأولى عربياً، وهي مرتبة مفاجئة بالنظر إلى ترتيب دوري الخليج العربي الذي يتقدم العرب في الإنفاق المالي، لكنه يحل في المركز السابع من حيث قوة الأداء الفني، فيما تأتي السعودية في المركز الثالث بالصرف واستقطاب اللاعبين الأجانب، لكنها تحتل المركز الأول في القوة.

الأرقام الرسمية رغم أنها مفاجئة من حيث ترتيب الإمارات، إلا أنها تعد منطقية ومقبولة من مبدأ حجمها البالغ 47 مليون دولار نحو 173 مليون درهم في سنة كاملة هي 2013، أي أنها موزعة على التعاقدات التي تمت في فترة الانتقالات الشتوية الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي، وهو مبلغ أقل بكثير من الرقم الخيالي والخرافي والفلكي الذي تم تداوله اخيراً، ويقول إن الأندية صرفت ملياراً ونصف المليار على التعاقدات.

وعند تقسيم مبلغ الـ47 مليون دولار أو 173 مليون درهم على 14 نادياً في دوري الخليج العربي، نجد أن القيمة تصل الى 3.5 ملايين دولار «12.5 مليون درهم»، وهي أرقام منطقية ومقبولة، إذ توزعت على اللاعبين الأجانب الأربع الموجودين في كل نادٍ، وهذا يعني أن إدارات الأندية «عاقلة»، وتعي ما تفعل، وتنفق الأموال بمنطق وحرص ومعرفة، وحققت نضجاً متراكماً من خلال ست سنوات احتراف، كما يدل على أن الملبغ الذي أعلنه رسمياً نادي الجزيرة في صفقة الاكوادوري كايسيدو، وهو «أربعة ملايين يورو» حقيقي وصادق، ويتناسب مع ما ذكر في تقرير «فيفا».

أما «سالفة» المليار ونصف المليار درهم «ما يقارب 410 ملايين دولار» فهي تفوق ما أنفقته إسبانيا التي حلت في المركز الرابع بإنفاق 319 مليون دولار، وقريبة من إيطاليا وفرنسا صاحبتي المركزين الثاني والثالث في اللائحة. فلا يعقل أن تصرف أندية الإمارات الـ14 بقدر أكثر من دوريات تضم أغلى اللاعبين في العالم، ولو اتضح أن هذا الرقم صحيح فعلى إدارات أنديتنا أن تحزم حقائبها وتغادر من الباب الخلفي بأسرع وقت، لأن ذلك دليل الفشل في عملها.

وأخيراً، العبرة التي استخلصناها من التقرير هو «إسبانيا.. إسبانيا.. إسبانيا» التي دفعت 319 مليون دولار، وحلت في المركز الرابع في الصرف، لكنها في المقابل احتلت المركز الأول في تصدير الصفقات، وجنت 565 مليون دولار بزيادة 166% على العام الماضي، فيما دفع الدوري الإنجليزي 913 مليون دولار مقابل كسب 300 مليون دولار.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

 

 

 

تويتر