السموحة

كنت وحداوياً.. الآن عيناوي

أحمد أبو الشايب

ببساطة وبلمح البصر، ومن دون مقدمات يخلع المشجع عباءة انتمائه لفريق قضى معه سنوات من العمل، وسار خلفه مئات الكيلومترات، متغزلاً بالأشعار والقصائد، ورقص معه وغنى وأحياناً بكى، ثم يذهب إلى احضان الطرف الآخر، بل الغريم التقليدي الذي كان يوماً سبباً للفرح والدموع، ومحركاً رئيساً للمشاعر وملهماً للأهازيج والأغاني.

قبلنا عند دخولنا عالم الاحتراف على مضض انتقال مدرب من نادٍ الى آخر، ثم تغيير لاعب من الفريق «أ» إلى الفريق «ب»، وازدادت حدة علامة التعجب والاستفهام عندما لمس الانتقال نجوماً ارتبط اسمهم باللون «البنفسجي أو العنابي أو الأحمر أو الأخضر أو الأصفر...»، كما سمعنا عن شراء جمهور بهدف حشد الدعم في المباريات الحساسة. لكن «وبصراحة» لم أتوقع يوماً رؤية نادٍ يوقف رئيس مشجعين أو مشجعاً، لمجرد أنه قصر في عمله أو دعم فريقاً آخر، ويمنعه من مؤازرة الفريق، ثم يحترف المشجع مع المنافسين.

فوجئت بخبر انتقال فهد المنصوري الملقب بـ«فالودة» رئيس مشجعي الوحدة إلى العين ليصبح بين «ليلة وضحاها» رئيساً لجمهور البنفسج.

التشجيع لم يكن يوماً منصباً، أو تكليفاً أو مهنة، بل هو عمل تطوعي بحت يلتصق بشخصيات محبة جداً للفريق.

فوجئت بخبر انتقال فهد المنصوري الملقب بـ«فالودة» رئيس مشجعي الوحدة الى العين ليصبح بين «ليلة وضحاها» رئيساً لجمهور البنفسج، وتتبدل الأحول من منافس للزعيم في المدرجات، الى داعم ومؤازر للفريق، والجميل في الأمر ان نادي العين فتح ذراعيه مرحباً بـ«فالودة» مقدراً عطاءه وإخلاصه في الملاعب، وكرّمه بدرع كأحد الأبناء المخلصين الذين خدموا الرياضة.

ثم أعلن «فالودة» انتهاء ولائه للوحدة وبدء مرحلة جديدة مع العين، مؤكداً ان عصر الولاء قد ذهب لدى الكثيرين في كرة القدم، أي «كنت وحداوياً.. والآن عيناوي»، وبدأت عهداً جديداً مختلفاً مع نادي العين صاحب الإنجازات غير المسبوقة في دولتنا الحبيبة، كونه حاملاً للقب دوري ابطال آسيا 2003.

وأعقب هذا الخبر ايضاً قرار نادي بني ياس الاستغناء عن رئيس رابطة جماهير الفريق أحمد السعدي الذي تلقى الخبر بصدمة كبيرة، بعدما أحب السماوي وتعلق قلبه به حتى لحقه ذات يوم بسيارته براً إلى العاصمة السعودية الرياض، من اجل أن يسانده وعلى نفقته الخاصة، وقال هذا المشجع الوفي الذي ظل يحضر في المدرجات منذ عام 2009 من دون أن يتلقى درهماً واحداً، إنه لا يستطيع العيش من دون فريق بني ياس، وزاد ألمه شعوره بأن القرار جاء ربما لأنه قصّر في حق الفريق.

التشجيع لم يكن يوماً منصباً، أو تكليفاً أو مهنة، بل هو عمل تطوعي بحت يلتصق بشخصيات محبة جداً للفريق، وتحظى بقبول لدى الجماهير التي تتبعها بالفطرة، وتؤدي كل ما يتطلب منها اثناء المباراة، وهم لا يحتاجون الى دعوة للحضور، وتجدهم يلاحقون انديتهم ويتتبعون أخبارها، دون أن ينتظرون مقابلاً مالياً، كما ان وجودهم في الملعب خطير وحساس في السيطرة على الأمور في اللحظات الحرجة، ومساعدة رجال الأمن في حالات الشغب إن وقعت «لا قدر الله».

بمعنى آخر هم أشخاص يؤدون عملاً مهماً وجليلاً في كرة القدم، وأنا من الذين يحبون هؤلاء المشجعين، وأتمنى أن ننصفهم ولا نجرح كرامتهم لأنهم باختصار «فاكهة المدرجات».

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

 

 

تويتر