وجهة نظر

معاناة قضاة الملاعب

مسعد الحارثي

تواصلت مع أحد الحكام الدوليين وتبادلنا الحديث عن الأخطاء التحكيمية المثيرة للجدل، التي جعلت قضاة الملاعب تحت ضغط رهيب، وكان حديثه بمثابة انفجار القنبلة بالنسبة إلي، حيث أشار إلى انه مع وجود الحكم الأجنبي، وأكد أن الخطأ سيكون موجوداً سواء من الأجنبي أو المواطن، ولكن سيكون هناك احتكاك وتنافس اكبر لتقليل الأخطاء، واكد ان الحكام يعانون أموراً كثيرة وهو لا يلوم الجماهير ولا ادارات الأندية، لكنه يلوم اتحاد الكرة ولجنة الحكام حيث إن الأندية ليست معنية بتوفير الأجواء المناسبة لإدارة مباريات دوري المحترفين، ومنها على اقل تقدير إجازة يوم المباراة وحجز فندق لأصحاب المناطق البعيدة عن ملعب المباريات، وتطرقنا لموضوع الخبراء.

وعن مدى احتياجهم إلى هؤلاء الخبراء، أكد أنهم بحاجة إلى تسهيل وتذليل الصعوبات للارتقاء بمستوى التحكيم وبمستوى رياضة الإمارات، ولا يوجد حكم لا يريد أن يكون مميزاً، لكن بمرارة يتحدث «نحن حكام دوليون وندير مباريات لدوري المحترفين ونحن أصلاً (هواة) ولا فرق بين حكم الدورات الرمضانية وبيننا لأننا جميعاً نتلقى مكافئة وليس راتباً تتم محاسبتنا عليه كما حال حكم الدورة الرمضانية»، وعن الأخطاء التحكيمية لهذا الحكم شخصياً يقول «والله لو تسمح اللجنة للحكام بالاعتذار لكنت أول من يعتذر عن أي خطأ وأول من يعترف بالخطأ، لكن الظروف لا تسمح لنا».

فوجئت من ردة فعل حكم مواطن يؤيد وجود أطقم تحكيم أجنبية في الدوري.

وكان الحوار بيني وبينه يمتاز بالصراحة حتى في تحليل أخطائه، والموضوعات التي تطرق لها فعلا معاناة، وإذا افترضنا أن الحكم من أبوظبي أو العين وسيقوم بتحكيم مباراة في رأس الخيمة فحضوره للملعب يكون قبل ثلاث ساعات، ونعتبر الطريق ساعتين، فإن خروجه من العين أو أبوظبي قبل المباراة بست ساعات في يوم المباراة وان كان الحكم من الفجيرة أو رأس الخيمة والمباراة في ملعب الظفرة، فالطريق يأخذ تقريباً أربع ساعات ذهاباً، و3 ساعات قبل المباراة، وساعتي المباراة والعودة أربع ساعات، فعلاً كان الله في عون الحكام.

وفعلاً فوجئت من ردة فعله حول موضوع الحكم الأجنبي وعدم تخوفه من وجوده في دورينا ويشجع على وجوده والاستفادة من الحكام الأجانب، والاستفادة من تبادل الحكام مع الدول الأخرى، سواء بالتحكيم محلياً أو خارجياً، وهناك الكثير من النقاش المثمر الذي التمست فيه المعاناة الحقيقة لقضاة الملاعب الذين لا يستطيعون التحدث عن احتياجاتهم، ومرغمون على الاستمرار لتمسكهم بالهواية التي لاتزال بالنسبة لهم مجرد هواية، ويصارعون التحديات والصعوبات التي يواجهونها، سواء كانت من عدم وجود من يقف مع الحكام في احتياجاتهم، أو حتى من الحكام السابقين الذين يحللون عبر شاشات التلفزيون والذين أحياناً يكونون مضللين للجماهير والإدارات في بعض الحالات التحكيمية.

أعتقد أن الخبراء، وعلى رأسهم كولينا، لن يغيروا شيئاً إذا لم تتغير أفكار المنظومة بأكملها، وعلى قولة المثل «العود اللي ما يلين ينكسر».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر