السموحة

ما ذنب جمهور الشعب في ديربي «الشارقة»؟

أحمد أبو الشايب

كيف نبحث عن حلول لاستقطاب الجمهور إلى الملاعب بأعداد كبيرة ونحن نحرم العديد منهم من الدخول إلى المدرجات بقرارات من الأندية نفسها، وتطبيق قانون لجنة دوري المحترفين بالتمسك بالنسب المقررة لكل نادٍ في حالة اللعب داخل وخارج الملعب؟ وما ذنب الآلاف من مشجعي الشعب ليحرموا من الوجود في ملعب الشارقة لحضور مباراة الديربي التي انتظرها جمهور الإمارة الباسمة سنوات طويلة؟

أزلنا كل الحواجز من أمام الجماهير، وهيأنا كل السبل التي تدفع بهم إلى المدرجات من جديد، وشفّرنا «قمم المباريات» لحث محبي دوري الخليج العربي على النهوض من فراشهم، أو من أمام التلفزيونات والذهاب إلى الملاعب للتشجيع، والتأثير بشكل مباشر في شحذ همم اللاعبين، وعكس الصورة الحضارية التي نتمناها بامتلاء جنبات الملاعب.

للأسف ما نشاهده في المباريات الكبيرة حضور أعداد أقل من المتوقع للأندية صاحبة الأرض وبقاء المدرجات فارغة.


المشكلة أن قانون تحديد نسب الجمهور ناجح في حالة واحدة، وهي أن تكون القاعدة جماهيرية للنادي المستضيف كبيرة جداً.

نعلم جميعاً أن مباريات الديربي حالة استثنائة في كل شيء، نفسياً وفنياً وتقنياً ومعنوياً، والفوز بها بطولة في حد ذاته، لأنه لا أحد ينظر إليها من موقع الفريقين على سلم ترتيب الدوري، أو بالرجوع إلى تاريخ كل منهما أو نتائج المواجهات المباشرة التي يتحفنا بها «المعلقون»، أو بما يمتلكه أحدهما من لاعبين أجانب ومدربين، بل هي مباراة مختلفة، يعيش فيها الجمهور قصة المنافسة التاريخية والحقيقية بين الجارين، ويتلذذ كل منهما بالهتاف والتشجيع في كامل الدقائق الـ90.

مجالس إدارت الاندية لا نستغل هذه المباراة بالشكل الذي ينعكس علينا إيجابياً من عوائد مالية وتسويقية للنادي والمسابقة بشكل عام، وبما يخدم الدوري وكرة الإمارات، بل غالبا ما نتعامل مع الامر بمنظار المشجعين فقط، وهنا الحديث غير مختص بلقاء الشارقة والشعب، وإنما جميع الأندية التي تلعب الديربيات.

وبالحديث عن ديربي اليوم الذي فتح جراح الحضور الجماهيري، فما ذنب جمهور الشعب الذي سيذهب إلى الملعب، ولن يجد سبيلاً للدخول الى استاد الشارقة، بسبب عدم توافر الاماكن، لأن النسبة التي منحتها إدارة الشارقة للكوماندوز هي 25%؟ في المقابل وعد رئيس مجلس إدارة شركة كرة القدم في نادي الشعب، بطي بن خادم، بمعاملة جمهور «الملك» بالمثل في لقاء الإياب.

لسنا ضد تحديد النسب التي تتوافق مع قوانين الاتحاد الآسيوي والدولي، وحق من حقوق النادي صاحب الأرض في أن يحظى بنصيب الأسد من المقاعد، لكن المشكلة أن هذا القانون ناجح في حالة واحدة، وهي أن تكون القاعدة جماهيرية للنادي المستضيف كبيرة جداً، بإمكانها تغطية الـ90% كاملة من دون نقصان من الحصة الممنوحة له.

وللأسف، ما نشاهده في المباريات الكبيرة هو حضور أعداد أقل من المتوقع للاندية صاحبة الأرض، وبقاء المدرجات فارغة دون الاستفادة منها من جمهور الطرف الآخر، ولو اتفقت الأندية مع لجنة دوري المحترفين في اجتماعها العام على إصدار قرار التنازل عن حق النادي المستضيف في نسبة الـ90% وتعديلها إلى 50% لتكون متكافئة في الطرفين، سنعيد انعاش المدرجات واشغال المقاعد الفارغة.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر