5 دقائق

مطوع وزميلات العمل!

د.سعيد المظلوم

«لا للتعميم»، أعلن ذلك منذ البداية حتى لا اتهم بأنني ألجأُ إليه، لا أحد ينكر أن الإسلام ومبادئه سبب رئيس في التحسين والتطوير، والله ـ جل وعلا ـ يقول: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون». اليوم القضية ليست في الدين وإنما في «درجة الالتزام الديني» أو كما نقول «المطاوعة»!

ومن المعلوم أنه حينما وضعت جوائز التميز في العالم ركّزت على الفِرَق للوصول إلى النتائج المبهرة، لكن المشكلة تبدأ عندما يكون هذا الفريق مختلطاً (ذكور وإناث، ومن بينهم مطوع)، إذ يُسَوّغُ له فهمه الخاص بالدين ألاّ يلقي السلام على زميلته في العمل، لأنها «غير ملتزمة»، وربما حجب نظره عند مناقشة أمر ما في الاجتماع! وهي أيضا تتحاشاه لأنه «مطوع» ومتشدد ولا يحترمها!

لابد أن نحترم عملنا ونقدمه على أي اعتبارات شخصية، ولابدّ من «احترام» ثقافة الزميل أو الزميلة واختياراته في الحياة.

وفي الجانب الآخر، عندما تكون زميلة العمل «منقبة» فزميل العمل يرى أن التواصل معها منقوص، فهو يؤمن بأهمية Body Language وأنّ نسبة كبيرة (92%) من تواصلنا ليست لفظية، بل تعتمد على حركات الجسد وملامح الوجه.

وثَمّةَ مشكلة أخرى عويصة، فحينما تكون موظفة ما مديرة ولديها موظفات! أو حينما تقوم المؤسسة بتخصيص مكتب للموظفات (النساء فقط)! أو حتى عندما تتعامل موظفة مع موظفة أخرى على الدرجة نفسها! ففي حين ترى بعض الموظفات، وهنّ قلة، أنّ ذلك من إيجابيات العمل، حيث المكتب الخاص والمديرة التي تتفهم احتياجاتهن، نجد البعض الآخر (الكثرة الكاثرة) منهنّ يريْنَ ذلك «جهنم الحمراء»، أو كما تقول إحداهن: ضعني مع الشيطان ولا تضعني في مكتب كله نساء!

المشكلة باعتقادي تكمن في ثقافة «الأنا» وفي وجود «أنفسٍ» تبطن أكثر مما تظهر! رغبة في التسلق على أكتاف الغير! والحلّ كامنٌ في كلمة واحدة «الاحترام»، فلابد أن نحترم عملنا ونقدمه على أي اعتبارات شخصية، ولابدّ من «احترام» ثقافة الزميل أو الزميلة واختياراته في الحياة.

madhloom@hotmail.com

@saeed_AlSuwaidi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر