السموحة

التوقيت المناسب لمباريات الدوري

أحمد أبو الشايب

توقيت إقامة المباريات أصبح موضوعاً في غاية الأهمية لدى العديد من لجان المحترفين والاتحادات العالمية، لما له من تأثير في جميع أركان اللعبة، خصوصاً العاملين الأساسيين بها، من لاعبين ومدربين وإداريين وحكام وجمهور وإعلام وشركات دعاية ورعاة وداعمين، فضلاً عن ناقلي البث التلفزيوني، وشاهدنا قراراً إسبانيا بدأ من هذا الموسم بتغيير أوقات مباريات مهمة في بطولة «الليغا» لمصلحة المشاهدين في الصين وآسيا، عبر إجبار العملاقين، ريال مدريد وبرشلونة، على لعب مباراة في الفترة الصباحية، بما يتيح الفرصة للمشاهد في قارتنا، وبلد المليار نسمة، للاستمتاع بمتابعة حية مباشرة لنجومهم المفضلين في هذين الفريقين، وبالفعل لعب مدريد أمام اتليتيك بلباو في الأسبوع الثالث في الساعة الثانية ظهراً بتوقيت الإمارات.

كما ينتهج هذه السياسة الإنجليز منذ فترة طويلة، بعدما ارتفع «ثمن» المتعة الكروية لدوريهم، في عصر بيكهام وفيرغسون، وباتوا لا يؤخرون توقيت إقامة مبارياتهم التي يلعب معظمها ما بين الساعة 11 صباحاً والرابعة عصراً تقريباً، فيما يتجهون بشكل عام إلى إقامة المباريات في فترات الإجازات العالمية ورأس النسة، إذ سيلعب مانشستر يونايتد وتوتنهام يوم 1-1-2014، لاعتقادهم بأنها اللحظات المناسبة لكسب أنظار العالم إلى الدوري الإنجليزي الذي أصبح الأغلى في العالم من حيث قيمة حقوق البث.

يمكن للجنة دوري المحترفين دراسة اقتراح الساعة 4:30 في الفترة الأولى والسابعة للفترة الثانية.


شاهدنا قراراً إسبانياً بدءاً من هذا الموسم بتغيير أوقات مباريات مهمة في بطولة «الليغا» لمصلحة المشاهدين في الصين وآسيا.

وفي دوري الخليج العربي، والبطولات الإماراتية، كان التوقيت منذ بداية الموسم الكروي، منطقياً، بل مثالياً لجميع أطراف اللعبة، بإقامة اللقاءات على فترتين الأولى بين 5:30 و6:00 عصراً، والثانية الساعة 8:30، وذلك بهدف ضمان أجواء جيدة للفرق المتبارية والتخفيف عن اللاعبين عبء اللعب تحت درجات حرارة عالية، فضلاً عن طول فترة النهار في فصل الصيف، إذ تغيب الشمس بعد الساعة السابعة، ثم قررت لجنة دوري المحترفين تقليص الوقت إلى الساعة الثامنة في الفترة الثانية.

لكن مع دخول فصل الشتاء و«انحصار» فترة النهار، خصوصاً أن الشمس تغيب حالياً في حدود الساعة الخامسة، ما يعني أن العشاء يأتي في الساعة السابعة، وتصبح الساعة الثامنة والتاسعة مرحلة منتصف الليل، فما بالك عندما تنتهي المباراة الساعة العاشرة، فمتى يغادر الموجودون في الملعب، وفي أي ساعة ينامون ويذهبون إلى عملهم في اليوم التالي؟

وخلال مباراة الذيد والشعب الأخيرة في كأس رئيس الدولة انتهى الوقتان الاصلي والاضافي بالتعادل، واتجه الفريقان إلى ضربات الترجيح التي انتهت بعد الساعة العاشرة و45 دقيقة، إذ غادر الجمهور والطواقم الفنية والادارية واللاعبون أرض الملعب بعد الساعة 11:30، ما يعني أن المرتبطين بالدوام في اليوم التالي، خصوصاً الحكام، واجهوا بالتأكيد مشكلة في عملهم.

عموما، نحن لم نصل بعد إلى مرحلة بيع «الدوري» للمشاهدين في العالم الخارجي، رغم أننا سنصل في المستقبل إلى هذا الهدف، إن شاء الله، لكن أعلى ما نفكر فيه حالياً هو جذب الجمهور إلى المدرجات، وهي المشكلة التي شرعت لجنة دوري المحترفين في علاجها بخطوة جريئة عبر تطبيق تجربة تشفير الدوري، لكن نتمنى من اللجنة المجتهدة أن تنظر إلى توقيت المباريات لسد إحدى ثغرات الجذب الجماهيري، ويمكن لها دراسة اقتراح الساعة 4:30 في الفترة الأولى والسابعة للفترة الثانية.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر