وجهة نظر

الأهلي والعين.. النصر والهلال

مسعد الحارثي

يبدو أننا سنظل محرومين من المتعة الكروية، لأن نظرتنا قصيرة المدى على الرغم من بلوغ الدوري المرحلة الثامنة، لكن المباراة التي كان الجميع ينتظرها في الأسبوع الماضي ضمن المرحلة السابعة من دوري الخليج بين الأهلي والعين، لم تأت بجديد في ما يتعلق بالمتعة الكروية، ولم ترو عطش عشاق الساحرة المستديرة وجمهور الفريقين، نظراً للمستوى الكبير الذي يتمتع به الفريقان، ويبدو أن الأحداث التي سبقتها والتي كانت حديث الشارع الرياضي قبل أن يبدأ الموسم، وازدادت الإثارة مع قضية العين مع المدرب أولاري كوزمين، ولم تكن المباراة في المستطيل الأخضر وإنما خارجه، كانت أقوى وأكثر حرارة، وكنا نتمنى أن تكون مباراة تليق بالكرة الإماراتية، لكنها فقيرة فنياً من الفريقين، رغم أن الفريقين يملكان كوكبة من النجوم الاجانب والمواطنين، ويحظيان بقاعدة جماهيرية كبيرة، لكن الجماهير لم تستمتع فنياً باللقاء الذي جمع الفريقين، وكانت الفرحة فقط لجماهير الفرسان في حصد النقاط الثلاث من المنافس العيناوي.

وبالفعل كان بطل لقاء النجوم جماهير الفريقين وأجمل ما في اللقاء، ورغم الاحداث التي سبقت اللقاء فإنها توحدت عند الدقيقة 42. وأكدت أن أبناء الوطن، وإن كانت المنافسة شديدة، فإن حب الوطن أكبر من أي منافسة وأي مشاحنات بين الأندية.

وتوقفت الجماهير تنشد السلام الوطني من أفضل الشعوب لأفضل وطن «عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا»، مؤكدة مقولة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي تؤكد على التلاحم بين أبناء الدولة، «البيت متوحد».

أما النصر والهلال وفي لقاء يستحق اسم «ديربي» فقد كان غنياً فنياً، ويا حظ الكرة السعودية بهذا «الديربي»، فقد كان الفريقان مميزين في تقديم كرة قدم جميلة ومباراة مفتوحة، خصوصاً أن جماهير خليجية وعربية كانت تترقب هذا اللقاء، وليس فقط جماهير النصر والهلال.

وما يميز هذا «الديربي» المستوى الفني للاعبين وتعامل المدربين مع حجم الفريقين، والحضور الجماهيري والمستوى التحكيمي، والذي يحسب للاتحاد السعودي في اختيار الحكم الإيطالي ماورو بيرقونزي لإدارة الديربي بنجاح.

وقد أجد أعذاراً لجميع الأندية أن مستوى التحكيم في دورينا أحد الأسباب في تدني المستويات، وفي لقاء النجوم الأهلي والعين لم يكن الحكم الا غائباً ذهنياً والأخطاء كانت كارثية ضد الفريقين، وتعامله وحزمه لم يكن في ما يستحق، فالهدف خطأ وهناك ضربة جزاء للاهلي لم يحتسبها، والكثير من الحالات المؤثرة التي كانت أدلة على مستوى التحكيم، وكأن الأخطاء لابد أن نتقبلها وإن كانت كارثية وليست تقديرية، والأخطاء لابد أن تكون استثنائية وليست قاعدة وشماعة للحكام.

لا أستطيع ان أقارن بين لقاء عادي جداً ولا يرتقي لمستوى واسم فريقي الأهلي والعين مع الديربي القوي جداً بين النصر والهلال، وقد أضع أول الأسباب أن الجهة المسؤولة عن كرة القدم في بطولاتنا المحلية تعتبر ضعيفة مع احترامي للموجودين.

وفي رأيي أن إدارات الأندية أقوى من اتحاد الكرة، فقوتها ليست بفرد العضلات لكن بسبب حالات التردد التي تطبع تعامل اتحاد كرة القدم، وثاني الأسباب أن إدارة اتحاد الكرة وإدارات الأندية لم تصل الى المستوى الاحترافي بعد.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر