5 دقائق

العاصفة مرت من هنا!!

سامي الخليفي

أنا كاتب عاقّ ولا أسمع الكلام، ومسعور أعض أي مهندس طرق طويل وأبيض ويلبس نظارة الموظفين، ومن زمان حلمي أطلع في دعاية لمزيل رائحة عرق أو أعيش داخل مسلسل تركي لا تتحوض فيه مياه الأمطار في آخر الحلقة، فما الذي ترجوه من كاتب يقترض بالفوائد ويشتري بالأقساط ومديون حتى لبنك الدم؟!

وحديث من القلب، فالموضوعات مكررة، والقناطير المقنطرة من المقالات المعادة تجعلني أفكر في التوبة، وترك القلم لمن يكمل المشوار، فهات ايديك تسرح في لمستهم ايديا، وامسك القلم بدالي ولا تخاف، واكتب ما سأمليه عليك!

اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم: من صفات مواليد برج الدلو العيش طفولة سعيدة كلها ضرب في ضرب حتى يظهر لهم ورم حميد خلف الأذن، يتحول مع الوقت بدل الضائع إلى ورم لأغراض طبية يصيبهم بصمم شيخوخة، فلا يعون أو يسمعون كلام الماما أو تحذيرات الأسطول الأميركي الخامس من اقتراب الزوابع والتوابع، وعندي لك سؤالان، الأول: كم الساعة الحين؟! والثاني مثل الأول بلا معنى!

«وهيك بتمشي الأمورة يا يما هيك» وكلما تحدثت مع أي شخص قالوا: خبير، وكلما خاطبت عابر سبيل قالوا: مهندس فاختلطت عندي القيم بالمبادئ، ومياه الأمطار بالصرف الصحي، واعتبرت المنخفض الجوي القادم من الشمال باتجاه المرمى حملاً كاذباً، واعتبره البعض تسللاً من وجهة نظر حامل الراية، وكل واحد يفتح - بلوتوث - عقله ويفهم أن حضور طلبة المدارس أثناء العواصف والأعاصير جزء من المقرر وداخل في الامتحان (لا تكون تعبت من الكتابة)!

يا الله هانت، باقي سطرين ونخلص: ومن يومها تحولت الأزمة المالية إلى مائية، حتى رأيت بأم عيني المصابة بالرمد كيف تحوضت المياه في الشوارع، وأنا زوج عصري أهتم بسفاسف الأمور، لهذا منعت أطفالي الذين لم يصبحوا عاطلين بعد من الذهاب إلى مدارسهم، فالسماء لا تمطر حلولاً إنما تمطر تساؤلات، والبارحة سألتني مسؤولة مركز القيادة والسيطرة في البيت، وهي تنفخ من الغيظ، عن شعوري بعد العاصفة، فأجبتها بين عطستين: أنا مالي خص!

خلاص، مشكور، هات القلم!

samy_alain@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر