5 دقائق

الفكرة رقم 3000!

د.سعيد المظلوم

«لا يهم كيف ستستخرج الفكرة، المهم أين ستضعها» ليندا مور.

في منتصف هذا العام حضرت ملتقى للإبداع في هلسنكي عاصمة الدولة الأسكندنافية فنلندا، حضره المئات من المهتمين بالأفكار الخلاقة مع عشرات العروض القيمة، إلا أن عرضاً واحداً شدني جداً، فكان المحاضر يتحدث فيه عن رحلة الفكرة من البداية إلى النهاية.

المحاضر يومها عرض رسماً بيانياً، فاجأ الجميع (سأضعه على حسابي في تويتر)، يوضح في دراسة قام بها أن من بين 3000 فكرة تطويرية غير مكتوبة، فقط هناك 300 منها ينالها حظ الكتابة والحفظ، ويستمر بقوله «غير أن 125 فكرة تتحول إلى مشروعات، الغريب أن تسعة أفكار وصلت إلى مرحلة متقدمة، وأربعة أفكار إلى مراحلها النهائية، و1.7 تم إطلاقها بالكامل، والأشد غرابة ألا ينجح من جميع هذه الـ3000 فكرة غير واحدة فقط لا غير»!

تحدث الكاتب ماجد العمري في مقال له عن الملياردير المغامر الشهير ريتشارد برانسون، إذ يقول في كتابه «قوة الاقتحام»: إن جميع العاملين في شركة «فيرجن» أو المشروعات التي أمولها ينادونني بالسيد «yes»، لأنهم يعلمون أنني أوافق فوراً على أي فكرة جديدة، على الرغم من أن الأفكار التي ينفذونها تفشل! لكن عدداً قليلاً منها ينجح ويحقق لي أرباحاً بأضعاف ما أخسره من هذه المشروعات التي أهز رأسي بقولي: «نعم» موافق تستطيع تنفيذ فكرتك!

نرجع مرة أخرى إلى ملتقى هلسنكي ورسم بياني آخر مهم، يوضح المرحلة العمرية التي يكون فيها الإنسان أكثر إشعاعاً وإبداعاً، وهي ما بين 12 ــ 14 عاماً، وفي هذا دعوة إلى جميع مراكز الأفكار والإبداع في الجهات الحكومية، نعم لديكم موظفون مبدعون، لكن الإبداع الفطري ستجدونه في مدارسنا، لذا اخرجوا من حدود مبنى العمل! وقبل كل ذلك أنت يا مدير الأفكار كن مستر yes!

يقول سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «يأتيني بعض المسؤولين بأفكار جميلة، فإذا تابعت تطبيقها بعد ذلك رأيتها غير مكتملة، فالهدف كان الثناء على الفكرة وليس إنجازها»! وهل هناك أكبر آفة للأفكار مثل الفكرة الـshow!

Saeed_AlSuwaidi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر