السموحة

حسام حسن «شكراً».. ما قصرت

أحمد أبو الشايب

«يا عمي» لا نختلف كجمهور أردني على أننا واجهنا منتخب الأوروغواي بطل العالم مرتين، والمتأهل إلى نهائيات المونديال 10 مرات، وبطل «كوبا أميركا»، ثاني أقوى بطولة عالمياً، وحامل الرقم القياسي بالفوز بها، وعقدة القطبين البرازيل والأرجنتين، والمدجج بالنجوم، أحدهم وصل سعره إلى اكثر من 60 مليون يورو، فضلاً عن كونه البلد الذي أطلقت فيه شرارة البطولة الأكبر على مستوى الأحداث التي ينظمها الاتحاد الدولي بكرة القدم (فيفا).

نعلم أيضاً حجمنا، وموقعنا في كرة القدم العالمية، كمنتخب واعد يكافح بأقل الإمكانات من اجل إثبات نفسه، وفرض أخيراً اسمه عربياً وآسيوياً، كما لم يسبق لنا التفكير في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، ولم يحدث أن وصلنا إلى هذا المستوى المتقدم من المنافسة على الملحق.

كما نعلم وندرك جيداً، من دون أن يذكرنا احد، أو يلقي علينا المحاضرات والدروس، بأن آسيا لم تشهد يوماً تأهل منتخب إلى نهائيات كأس العالم من خلال الملحق، وبالتالي فإننا نحلم بالمعجزة وعلينا «طأطأة» رؤوسنا، والقبول بالنتيجة التي آلت إليها مباراتنا مع الأوروغواي، ونحمد الله على أننا لم «نأكل» مزيداً من الأهداف، بل علينا أن نشيد بأداء اللاعبين وصمودهم ومجاراتهم للفريق البطل في «بعض» أوقات المباراة، ما يعد إنجازاً لنا وللمدرب.

عذراً حسام حسن، نحن نحترمك كنجم مصري وعربي قدمت الكثير لكرة القدم، ونقول لك «يعطيك العافية» على جهودك مع منتخب الأردن، ومحاولاتك فعل شيء، لكن مبرراتك التي سقتها لنا عن أسباب الخسارة بدائية وغير منطقية، فكيف تقول انك تتحمل الخسارة، ثم لا تذكر لنا تفصيلات عن الأخطاء التي ارتكبتها، ثم تقول انك تقود منتخباً واعداً بهدف التمهيد لنفسك للاستمرار في منصبك، بصراحة «كان غيرك اشطر».

نشكرك على هذه المرحلة التي قضيتها معنا، ونشكرك على كل ما قدمته لنا، لكن بصراحة ليس لديك الخبرة الكافية لتقدم أكثر مما قدمته، وانت تدرك أن منتخب الأردن كان بإمكانه أن يظهر بأداء افضل بكثير من الذي شاهدناه في استاد عمان وأمام آلاف الجماهير التي حضرت لثقتها بقدرات «النشامى» وإدراكها أن هذا الفريق لا يمكن أن يخذلهم، ومن الصعب جداً أن يخسر أمام جمهوره، وأثبت في السنوات الأخيرة رجولة أدائه وانه يكبر مع الكبار.

«سامحك الله» يا حسام حسن على المغامرة التي قمت بها، التي تدل على انك لم تستوعب حتى الآن طبيعة اللاعب الأردني، فاعتمدت على تشكيلة غير منسجمة وخلطت الصغار بالكبار، و«طنشت» الأسماء التي نعرفها جيداً وبإمكانها العطاء في مثل هذه المباريات، وضيعت أمامنا استغلال فرصة سوء أداء الأوروغواي.

لا نريد الاسترسال في تأنيب الضمير و«اللطم على الخد»، لأن هذا الكلام لن ينفعنا بعدما فقدنا الفرصة التاريخية.. ونقول إن الكرة الأردنية مازالت تملك المواهب وتنجب اللاعبين الكبار وأملنا في مدرب كبير يترجم لنا «الأقوال إلى أفعال».

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر