جائزة نوبل

طلبت منه مذيعة «سي إن إن»، أن يكون مرتاحاً في حديثه، وألا ينظر إلى الكاميرا بشكل مباشر، كي ترتقي المقابلة بمستوى المحطّة، ثم وضعت أوراقها جانباً.. وقامت من مكانها، لتثبّت «الميكروفون» بنفسها على حافة ثوبه، همس المترجم العربي الذي يجلس على مقربة منه أن الكاميرا المضاءة هي تلك الكاميرا التي تقوم بالبث المباشر، وبعدها أعطى المخرج إشارة البدء، وبدأت المذيعة تسأله وهو يجيب.

• المذيعة: نرحب بالفائز بجائزة نوبل للفيزياء لهذا العام الحالم العربي أبويحيى.

• أبويحيى: أهلاً فيكِ.. الله يستر عليكِ.

• المذيعة: هل لنا أن نتعرف على بطاقتك الشخصية؟

• أبويحيى: اسمي الكامل راضي عايش سالم، مشهور بأبي يحيى، أب لعشرة أولاد، ومتقاعد.

• المذيعة: كيف عرفت أنك فزت بجائزة نوبل للفيزياء؟

• أبويحيى: لقد اتصلت الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم بالبيت الساعة الثانية فجراً، ردّ عليهم ابني «شلاش» اعتقد أن أحد أقاربنا يريد «صهريج مية» للبناية.. ثم فهمنا لاحقاً أني فزت بجائزة نوبل.

• المذيعة: وماذا كان شعورك عندما عرفت أنك حزت جائزة نوبل في الفيزياء بعد أن تفوقت على العالم الأميركي:«يوشيراو نامبو» وعلى العالمين اليابانيين «توشيهيدي ماسكاو» و«ماكاتو كوباياشي»..

• أبويحيى: شعوري كشعور أي شخص يتلقى اتصالاً بعد منتصف الليل، طبعاً «لعنت سنسفيل» مخترع التلفونات ثم نمت حتى الساعة التاسعة في اليوم التالي.

• المذيعة: ترى ما الموضوع الخطير الذي جعلهم يمنحونك جائزة نوبل، ويسحبونها من العلماء الثلاثة؟

• أبويحيى: لا أدري، لكن ربما لأنهم اكتشفوا أني الوحيد الذي قد أفشل قانون نيوتن الثالث؟

• المذيعة: كيف؟

• أبويحيى: يقول قانون نيوتن الثالث: «لكل فعل ردة فعل، مساوٍ له بالمقدار معاكس له بالاتجاه»، وهذا غير صحيح على الإطلاق، فمنذ عام 1948 ونحن نتلقى «أفعالاً دولية» كثيرة، ومع ذلك لم يصدر عنّا أي «ردّة فعل» لا مساوية (لإسرائيل) بالمقدار ولا معاكسة (لها) بالاتجاه.

وقبل أن يكمل شرحه لمذيعة (سي إن إن )، استيقظ أبويحيى على صوت طرق «بسطار» ابنه شلاش بحافة الفرندة استعداداً لتوصيل «صهريج الماء».

ahmedalzoubi@hotmail.com.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة