5 دقائق

مجنون يكتب.. وعاقل يقرأ !!

سامي الخليفي

الحاضر يُبلغ الغايب، فقد وصلت بورصة حملات الحج إلى مستويات أعلى من السكر في الدم، مع هذا لم يتحرك أحد «إلا عقارب الساعة»، وأنا عقلي خفيف وعندي أولاد مع ألم في الرقبة وازدواجية في المعايير، وفي كل عام أذهب إلى الحج قبل الزحمة، وأعود قبل الوقفة للتطعيم ضد فقدان الهوية، وأظل تحت المراقبة الطبية في المنزل وأبات تحت السرير حتى تزول حمى الاستراتيجيات، وتبتعد عني الحشرات والقوارض، وتملأ زوجتي البانيو بالماء قبل أن أصل إلى سن اليأس، ثم تضع قليلاً من الرغوة وتدعك مرارتي جيداً قبل أن تنفجر وتقيد التهمة ضد مجهول!!

والجميع يعلم أن ضبط الأسعار أصبح حلم المساكين، ففي الخريف تنخفض الحرارة. وعلى أساس أن «تحت كل بيت بئر نفط، وقاعدين نغرف منها» جاءتنا الأخبار الاقتصادية برعاية هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف بعدم تدخلها في تحديد الأسعار لأنها تخضع للعرض والطلب، والهيئة تتولى الإشراف فقط على تنظيم الحج (متعهدي تنظيم حفلات يعني)!!

ــ وزين الخلاخل والبلا من داخل ــ ومع أني ضعيف في الحساب بسبب بقايا وعكة صحية سببها التعليم عن بعد، إلا أنني أعلم أن المهر على الزوج، وأن الهيئة مسؤولة عن أي ــ فاول ــ يرتكبه السماسرة قبل وأثناء وبعد الحج، فإن كانت حجة الهيئة العرض فعندهم الهند، وإن كان الطلب فعندهم إثيوبيا، وإن كان حبيبك عسل لا تلحسه كله، ولأن البعض راح يحج والبعض راح يهج سنبقى على دكة احتياط الأسر المستورة، خصوصاً أن 90 ألف درهم للشخص مبلغ يفك أزمة الجوع في أوغندا، ويجعلنا نعتقد أن صاحب الحملة سيحضر الشيطان مقيداً للفندق ليرميه الحاج.

وعندي لك كلام بس خايف يضر كمبيوترك الشخصي، فصديقي ــ النوبي ــ صاحب قضية بسيطة (سطو) طلع بعد «الدسكاوند» ليعمل بالتدريس ويصلح السيارات بين الحصص، وفي موسم الحج يتفتح وجهه مثل زهرة الكوسا ويفرز جسمه إنزيم الجشع ويعمل سمساراً، سألته البارحة وهو يتحسس أضلاعي، تعتقد في أمل تنضبط الأسعار! فأجاب وهو يلعب بشواربه: أيوه طبعاً، إذا حجت البقر على قرونها!!

samy_alain@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر