السموحة

«معجزة» فوز الامارات بكاس العالم 2013

أحمد أبو الشايب

الفوز ببطولة عالمية مثل كأس العالم، من دون مقدمات أو سابق إنذار، يعد «معجزة» بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولم نسمع تاريخياً بأن دولة نالت هذا الشرف، أو هبط عليها الكأس هدية من السماء من دون أن يكون لديها كم كبير من المحترفين خارجياً أو أن تبدأ التمهيد بألقاب قارية ومراكز متقدمة في نسخ سابقة، خصوصاً إذا كنا نتحدث عن كأس العالم للمنتخبات الأولى (الكبار)، أما على صعيد منتخبات الناشئين فالأمر مختلف تماماً، ولا يدخل في نطاق «المعجزة»، ولا يحكمه منطق مهما علا الاسم والحجم الكروي للدولة المشاركة.

وبطولة الناشئين أشبه بـ«البطيخة» المغلقة لا نعرف حلاوتها أو طعمها إلا بعد فتحها ومشاهدتها بأعيننا، كما لا يمكن قياس مدى قوة المنتخبات المشاركة بها استناداً إلى نتائجها السابقة ومعسكراتها التدريبية التي خاضتها رغم أهمية ذلك قبل مشاركة أي فريق في بطولة بهذا الحجم، لأن اغلب اللاعبين الذين يمثلون بلادهم أعمارهم تحت 17 عاماً، ولا خبرة سابقة لهم ويلعبون للمرة الأولى في حياتهم، وبالتالي هم في بداية التكوين البدني والفني ويمكن أن نتوقع منهم أي شيء.

وتاريخياً، قدمت بطولة كأس العالم تحت 17 سنة شواهد متعددة، تؤكد أن كل الاحتمالات فيها مفتوحة، ففازت بها سويسرا عام 2009 في أول مشاركة لها متفوقة على نيجيريا صاحبة الألقاب الثلاثة، كما فاز باللقب السعودية 1989، مثلما حمل كأسها أيضاً دول لم تحلم يوماً بالفوز بكأس العالم للكبار مثل غانا، بينما على الصعيد العربي سجلت البحرين وقطر وسلطنة عمان اسمها في سجلات الدول التي وصلت المربع الذهبي.

أما منتخبنا الإماراتي الذي سيشارك خلال الساعات المقبلة في المونديال، فأملنا فيه كبير في اجتياز الدور الأول بعد النتائج المتميزة التي حققها في المعسكرات التدريبية التي خاضها، خصوصاً معسكر إسبانيا الأخير وتحديه المكسيك حاملة اللقب وبطلة كونكاكاف، وتعادله معها، وكذلك فعل مع ساحل العاج ومع الأرجنتين ثم اكتسح بنما وصيفة كونكاكاف بأربعة أهداف.

أصبحت متفائلاً من خلال هذه النتائج وما يملكه لاعبو منتخب «الإمارات المونديالي» من ثقة بالنفس وعزيمة بناها معهم تدريجيا الجهاز الفني بقيادة المدرب راشد عامر الذي يشرف على الأبيض منذ العام الماضي، وسار معهم بخطة استراتيجية طويلة الأمد، وأبقى التنافس قائماً بين لاعبيه حتى اللحظات الأخيرة، ما اشعل الحماس في نفوس صغاره، وقال انه عاجز عن تحديد التشكيلة الأساسية من شدة التنافس والعطاء الذي يلمسه من اللاعبين.

حانت الآن ساعة حصاد الثمار التي زرعها المدرب واتحاد الكرة وأهالي اللاعبين، جاءت ساعة الصفر لانطلاق المونديال وملاقاة هندوراس في الافتتاح، ثم اللعب أمام البرازيل التي ينتظرها الجمهور بفارغ الصبر، كونها تجذب أنظار الجميع وكاشفي المواهب من مختلف أنحاء العالم، لاحتمالية أن يكون خليفة الأسطورة بيليه بينهم على ارض الإمارات 2013.


shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

 

تويتر