السموحة

ماذا تعني خسارة قطر «مونديال 2022»

أحمد أبو الشايب

في الساعات القليلة المقبلة، ستجتمع في زيوريخ، اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، لتقرير مصير توقيت كأس العالم 2022 في قطر، وهل ستعتمد إقامته في فصل الشتاء، أم في الصيف، بالاستناد إلى تقنيات ترطيب الجو التي وعدت بها الدوحة العالم، أم سيتم بحث حلول وأفكار أخرى يمكن دراستها، مثل تقديم موعد البطولة حتى شهر أبريل، الذي تكون فيه درجات الحرارة مقبولة ومشابهة للعديد من الدول التي استضافت المونديال مثل البرازيل.

توقيت إقامة المونديال أخذ حيزا كبيرا في الصحافة العالمية خصوصا الأوروبية، وتحديدا الإنجليزية، التي تكنّ العداء الواضح للاتحاد الدولي وجوزيف بلاتر، بعدما خرجت إنجلترا من سباق نيل شرف تنظيم مونديال 2018، الذي ذهب إلى روسيا، ومنذ ذلك الوقت والإنجليز «يصفّون» حساباتهم مع بلاتر، ويهاجمون أي قرار وأي شيء يخرج من «الفيفا»، ومازالوا حتى الآن يحاولون زعزعة مونديال قطر، واعتباره قرارا خاطئاً صدر من زيوريخ، وأتذكر أن أحد الكتاب الإنجليز وصف قطر بصفات «نابية» للتقليل من حجمها، وعدم قدرتها على تحمل عبء هذا الحدث، ثم برزت معضلة توقيت الصيف والشتاء، وبعدها تحدثت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية عن دفع القطريين رشا، ثم تحدثت عن الموضوع نفسه مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية الشهيرة، في تحقيق تحت عنوان «قطر غيت»، إلى أن انتهى الأمر بقضايا العمال التي أثارتها صحيفة «الغارديان» البريطانية.

قطر يمكنها التغلب على أي مشكلة قد تعترض طريقها نحو استضافة كأس العالم، لكن تبقى المشكلة الأكبر والأصعب هي درجات الحرارة المرتفعة في شهر يونيو، وهي أمر ليس بيد البشر، ولنكن واقعيين لا يمكن السيطرة عليه، من خلال بناء الملاعب المكيفة، وإن حدث ذلك فسيفقد المونديال متعته خارج الملاعب، ولن نشاهد أي أثر للجمهور واحتفالاتهم وتقليعاتهم في الشوارع العامة، وبالتالي فإن القرار الأنسب تغيير موعد عقده إلى الشتاء، بما يتناسب مع منطقة الخليج العربي.

في اعتقادي أن توقيت «مونديال 2022» ليس مسألة خاصة بقطر، بصفتها دولة مستضيفة للحدث الكبير، بل هو موضوع استراتيجي ومستقبلي لجميع دول الخليج العربي، خصوصا الراغبة في خوض تجربة استضافة كأس العالم في المستقبل، فإنها لن تتمكن من نيل هذا الشرف، إذا كتب لمونديال قطر الخروج من المنطقة، بسبب الحرارة التي هي معضلة «خارج إرادة البشر»، كما لا يمكن للاتحاد الدولي أن يرسي في ما بعد أي بطولة على أي دولة خليجية، لوجود سابقة بسحبها من قطر، بسبب الحرارة.

لذلك.. فإن أمر «مونديال 2022» أصبح مسألة تخص الخليج العربي كاملا، كما هي الحال بالنسبة للمسمى الفارسي، الذي وضع بموقع الاتحاد الدولي في كل صفحات دول الخليج العربي دون استثناء، وبالتالي فإن اتخاذ دول الخليج العربي توجهاً موحداً، سيزيد من ثقلها الدولي، خصوصا إذا كان التحرك بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي، الذي يرأسه الشيخ سلمان بن ابراهيم، وإشراك نائب رئيس الاتحاد الدولي الأمير علي بن الحسين، ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد بن فهد الصباح.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر