زواج مسيار !!

سامي الخليفي

بصراحة محتاج رأيك! فقد تقدم شاب طويل وأسمر وطبعه عنيد اسمه «مهند» لخطبة ابنتي شوق، ومن الفرحة أغمي علي وحاولت زوجتي القفز من النافذة، لهذا قررت أن تشاركني المناسبة وتقفز أو تتصل بصديق أو تأخذ رأي الجمهور، فالبيت بيتك والبنت بنتك ويهمني رأيك لأنه إذا حصل شيء للبنت في المستقبل أحط اللوم عليك!

ففي يوم «جمعة المسجات» حضر العريس وتعانقنا وتبادلت معه «البزنس كارد»، ثم أقنعته بأن اسم البنت شوق بس ندلعها «نور»، لكنه طمأنني بأن الاسم لا يهم، فالمهم الرصيد في البنك، ثم أخذ يحدثني بكثير من الانتفاخ عن إنجازاته في مجال البحث عن الوظيفة، فطلبت له عصير بكتيريا بالفراولة، وشرحت له السيرة الذاتية للبنت، وكيف أنها تتحدث ثلاث لغات بطلاقة، عربي وإنجليزي ولغة شوارع، وأنها تحب الأفلام الهندية، وتتمنى تطلع شريرة وعندها تمساح! ثم قمت وأطفأت الأنوار لكي تدخل «نور» وتضيء الصالة بجمالها المتوهج من أقنعة الخيار والروب وفواكه مضادة للصدأ، فاطمأن العريس لأنوثتها، وقال: طلباتك يا عمي!

تعوذت من فتنة المال، وطلبت أن يكون المهر وزني ذهباً مع فيلا من دون مطبخ وأن أتعالج في.. قاطعتني زوجتي فجأة: اسكت، نحن آخر شيء نفكر فيه العلاج، الحمد لله كل شيء متوفر، بس تنقصنا العافية الموجودة في تايلاند، ثم مالت علي وقالت بحكم تراكم الخبرة ومرور السنوات: باين عليه مب فاتح حساب في سويسرا، سمعها العريس، وأجاب: أنا فاتح حساب في «تويتر»، ينفع؟ فردت عليه زوجتي: خلاص، نعطيك البنت و20 ألف «فلورز» فوق البيعة، نظر العريس إلى السقف، وقال: عطوني فرصة أفكر وأشوف بنت ثانية، وإذا ما عجبتني أرجع لكم ونخليه مسيار أو فرندز! جاوبته وأنا مصدوم: على فكرة أنت الخسران، شباب قبلك أصحاب مناصب وعمارات وشركات قابضة للريح تقدموا، بس رفضناهم علشان الأولوية للباحثين عن عمل، خلاص، هات البزنس كارد!

اعتذر مهند، فعلمت زوجتي أنه حاط عينه على راتب البنت، وقالت: خلاص نعطيك فرصة تفكر، باين عليك طيب وعاطل بالوراثة! فصرخت فيه: يعني معقولة ما عندك واسطة! فرد العريس في عتاب: يا عمي هذي أرزاق، ترى في ناس عليها ديون، وناس عليها عفاريت، وناس عليها ضحكة تخلي الإشارة تولع أخضر! اشترطت البنت أن يكون الزواج أسطورياً علشان يدخل كتب التاريخ لطلاب الصف الخامس، لكننا اختلفنا في النهاية على اسم المولود، فأنا أريده «الديزل» والعريس يريده «أنور»، وزوجتي تريده على اسمها، والبنت لا تريد أطفالاً!

هاه.. عطني رأيك!

samy_alain@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر