السموحة

لو بقي كوزمين في العين!!

أحمد أبو الشايب

سؤال يتبادر إلى أذهان الكثيرين، ماذا سيحدث لو بقي المدرب الثعلب على رأس الإدارة الفنية لفريق العين بطل الدوري؟ وهل بمقدوره البقاء على سدة البطولة الاقوى لأكبر فترة ممكنة؟ وهل سيحتفظ بالدرع للعام الثالث على التوالي مع الزعيم، أم ان المدرب استشعر الخطر مبكراً باقتراب نهايته مع البنفسج، وتالياً ترجل عن جواده فاتحاً الطريق أمامه لخوض تجربة ثانية في الإمارات مع فريق قد يقوده الى إضافة لقب جديد في مسيرته؟

وهل قصة الخلاف على شروط العقد مع العين هي السبب الحقيقي الذي دفع كوزمين الى ترك الزعيم، أم هي حجة ساقها للهروب من الواقع بعدما استنفد كل ما لديه من إمكانات فنية خلال فترة عمله مدة عامين أمضاهما مع بطل الدوري، بدأها بتميز في العام الأول بإعادة الفريق حامل الرقم القياسي للألقاب المحلية الى وضعه الطبيعي، وبعدها، وتحديداً في الأشهر الاربعة الأخيرة من قيادته للعين شعر بأن لاعبي الفريق خرجوا عن سيطرته وباتوا غير راغبين في سياسته التدريبية، ولا ينفذون ما يطلب منهم بالشكل السابق، ما أدى لتعرضه لخسائر أبعدته مبكراً عن المنافسة في دوري ابطال آسيا، وأخرجته من نصف نهائي كأس رئيس الدولة على يد الأهلي، فيما تعرض لنتائج متذبذبة في الدوري بخسارة أمام دبا الفجيرة والشعب والوحدة، وتعادل مع بني ياس، كادت أن تقصيه من المنافسة لولا احتفاظه برصيد كبير من النقاط جمعها في الدور الاول؟

كوزمين أيقن أن استمراره للعام الثالث وسط هذه الظروف لن يفيده، بل على العكس قد يدمر ما صنعه مع الزعيم في عامين، وستزداد الضغوط عليه في العام الثالث ومطالبته بالمنافسة في دوري ابطال آسيا، فآثر الرجل الرحيل، والتفكير في الانتقال الى اكثر الفرق المرشحة للمنافسة في لقب الدوري وهو الأهلي، ألد المنافسين الذي عجز العين عن الفوز عليه في الموسم الماضي وخسر امامه في مناسبتين، وتعادل في الثالثة في مباراة شهيرة ألغيت نتيجتها إدارياً ومنح الفوز للزعيم إثر الاعتداء على الحكم محمد الجلاف.

هذه الحسابات التي بنى عليها كوزمين مستقبله ربما تغيرت باختلاف الزمان والمكان، لأن العين الذي تركه لم يبقَ على حاله، بل اجتهد في تعزيز صفوفه لسد الثغرات التي عانى منها الموسم الماضي باستقطاب الحارس خالد عيسى ولاعب الوسط إبراهيم دياكيه الذي يشكل قوة اضافية مع صانع اللعب عمر عبدالرحمن، بينما الأهلي حاصرته الظروف السيئة من كل حدب صوب كأن «العين» أصابته وداهمته بالاصابات بعد حادثة «الشقلبة» للحارس ماجد ناصر التي انتهت بغيابه نحو أربعة أشهر عن الملاعب ومن قبله وليد عباس وسعد سرور.

ويضاف الى ذلك، بدء ظهور المنافسين الجدد مع انطلاق القالب الجديد لدوري الخليج العربي، بعدما أزاح الشباب الستار عن صفقته البارزة البرازيلي اديلسون الذي سجل هدفين في مرمى حامل اللقب في الجولة الماضية، وصنع ثالثاً، بالاضافة الى الوحدة والشارقة وبني ياس.
التمنيات والتأويلات شيء، والواقع شيء آخر، فلو بقي كوزمين مع العين هل كنا سنشاهد نفس نتيجة الجولة الأولى من الدوري؟!

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر