5 دقائق

إليك المشتكى!

سامي الخليفي

صحيح التاريخ يعيد نفسه! فقد تساءلت العام الماضي مع بداية السنة الدراسية عن مبرر رفع رسوم المدارس الخاصة فكافأتني الوزارة بزيادتها هذا العام، مع وجود هامش للسرعة، وكأن المسألة عناد! لهذا دعنا نتفق على تغيير المعادلة للتمويه، فأنا أكتب وأنت تنبسط وتضحك والوزارة تراقب، ونخليها أنت تكتب والوزارة تنبسط وتضحك وأنا مالي خص!

(وشكواي للي يفتهم شكواي) ومع شح الأدلة وفوبيا الرسوم، يقول الشاعر، خميس تكتيك، في بيتين متعوب عليهما (بكيت على حالي حتى جفت دموعي واشتريت بصل)، وفي ظل الغلاء الذي نعيشه يقف (أبوجعفر الفلكي) على مسافة ذراع من مقر وزارة التربية، يفسر لمجموعة من أولياء الأمور أن حمل الحقيبة في المنام يدل على الهموم، وحملها في الطبيعة يدل على بداية دفع الرسوم، وفي أوروبا والدول المتقدمة والحبشة يسمونها (هاند باق) وعلى أيامي يسمونها شنطة، ومع تغير المناخ وغضب الطبيعة صارت حقيبة، والروايات متعددة والجاني واحد، والخبر ما ترى لا ما تسمع أو تقرأ،،، وأنا بصراحة شارب (فيمتو) وفاقد! فاقد الأهلية وغير مدرك للزمان والمكان، واستقبلت العام الدراسي على باب البنك لإرضاء محاسب المدرسة، ومن بعد دراسات وأبحاث علمية وجلوس على المقاهي اكتشفت أن ابني هو نفسه (أحدب نوتردام)، فهو يحمل الشنطة ليطلع الصف أو البرج أو يطلع ضمن قائمة الطلاب الأكثر أناقة في العالم، والولد من سلالة صوغان، وينفع للمزاينة، وهو شاب مؤدب ورزين، بدليل أنه يملك هاتفاً ذكياً من دون كاميرا، ولا يستخدم مثبت السرعة إلا مع مباريات المنتخب أو عند حظر العمل في فترة الصباح ووقت الظهيرة والمساء والسهرة،،،

والبارحة صرخت زوجتي: أنا عندي حلم (اشمعنى لوثر كنج) وحلمي أنام ساعتين وأصحى ألاقي الولد رجل مال وإهمال، فشاطت أعصابي وقاطعتها (رجل مال وأعمال)، فأكملت: ياعمي، ما طاح إلا امبطح! ثم تحشرج صوتها وأكملت الحلم: وبعدين يظل ولدي يكبر ويكبر ويصير دكتور بيطري تخصص تخلف حيواني، ويفتح سلسلة محلات، ويتلاعب بالأسعار، ويدخل السحب ويفوز بالغرامات ويوزعها على إخوانه، فحاولت تهدئة أحلامها لكن أحلامها رفضت، فذكرتها بأن الولد أصلاً دماغه فاصل،،،  فاصل ونعود!
 

samy_alain@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .
 

تويتر