5 دقائق

العودة للمطابخ!

سامي الخليفي

«بعيد عنك حياتي عذاب»، لذا أعتذر عن غيابي في الفترة الماضية، بسبب توصية طبية تؤكد حاجتي إلى الراحة وتجنب الكتابة حفاظاً على صحة الجنين! ولم يكن يسليني في فترة النقاهة سوى اتصال  يومي من شخصية مرموقة تطلب مني العودة إلى الكتابة ثم (تتفل) وتقفل الخط!

ولأن عندنا في البيت «مطبخين» بس، للحين نطلب من المطاعم، قمت البارحة بوقفة احتجاج أمام الثلاجة وبدأت إضراباً عن الطعام حتى تعود المرأة إلى عصر الحريم وتدخل المطبخ، فهددتني زوجتي بمعاملتي خارج نطاق اتفاقية جنيف الفصل الرابع الخاص بمعاملة أسرى الحرب.

ثم فوجئت في المساء بدخول أهلها بمسيرة إلى المنزل حاملين معهم الأعلام والرايات واللافتات، وبعدما قمت بتفتيشهم بحثاً عن أي حزام ناسف سحبني (أبوالحرمة) من حمالة الفانيلة وهو يصرخ: انته محد مالي عينك، يعني لازم تغلط على البنت، ثم صرخ أخوها وهو بالمناسبة راعي مزاج - انته لازم تصلح غلطتك وتتزوجها! فطالبتهم بضبط النفس ودفع مخالفة الوقوف في الممنوع  مع 10% ضريبة بلدية، فقاطعتني (أم الحرمة) –  شو قصدك بعودة المرأة إلى عصر الحريم! انت مع أو ضد المرأة! جاشت عواطفي وجاوبتها: أنا مع أكل البيت!

حاولت إقناع أبوالحرمة بأني لا أتعاطى السياسية أو أية مهدئات، فنظر إليّ بقرف، فابتسمت في ارتباك وأقسمت بأن المسألة سوء فهم أو سوء هضم، فهمس أخوها: قدر الله ما شاء فعل، نحن نذبحه ونرجع بعدين نطلب تشريح الجثة علشان نعرف سبب الوفاة! صرخ شاب من قدماء الباحثين عن عمل - يعني هو أكيد سمع عن الحكمة اللي تقول - يحارب الرجال من أجل الأوطان ومن أجل المرأة ومن أجل المنتخب! انت مع أو ضد تشفير الدوري! فأجبته، أنا مع  تسفير العمالة!

samy_alain@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر