منكم السموحة

«الخليج العربي» في أحشائه الدر

أحمد أبو الشايب

أجمل ما في الخليج العربي أن الله حباه نعمة المحبة والألفة والتعاضد في المحن، حتى أصبح بالفعل كالجسد الواحد، «إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وبقي الخليج العربي مثالاً عربياً اصيلاً في ترسيخ معاني الحضارة للشعوب، والتماسك والوحدة وتسخير كل ما يدعم اسس اتحاد دول الخليج العربي الذي رأى النور عام ‬1981.

ومثلما لعبت دولة الإمارات دوراً رئيساً عبر التاريخ والعصور الغابرة في نشأة وتطور الخليج العربي، باعتبارها مركزاً تجارياً يربط الشرق بالغرب، وبوابة لتبادل السلع القادمة من «الهند والسند»، ما انعكس ايجاباً على مد الشريان المتدفق في عروق الخليج، لتصبح نواة للنهضة التي عاشتها المنطقة عبر العصر الحديث، وينعكس ذلك على مشاهد الحياة والتطور العمراني والبنى التحتية في مختلف المناطق، نجد الإمارات اليوم تواصل بث رسائل الحب والوفاء للخليج، لترسخ المبادئ العظيمة في التلاحم الخليجي، بتسمية دوري الإمارات للمحترفين اعتباراً من الموسم المقبل باسم «دوري الخليج العربي».

المسمى عودة للتاريخ والأصالة، واعتراف بفضل مياه الخليج على الإمارات، التي عاشت وترعرعت بخيرات هذا البحر الدفينة في أحشائه الدرر والجواهر، والتي شكلت جزءاً لا يتجزأ من التراث الشعبي للسكان بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حتى تجسدت في طعامهم المستمد من البحر وشرابهم ولباسهم وسفنهم وادواتهم المخصصة لاصطياد الاسماك ومهنة الابحار والغوص، والبحث عن اللؤلؤ.

اثبتت الإمارات انها مهما تطورت وبلغت المراتب الأولى عالمياً على صعد عدة، منها الحضارية والعمرانية والتجارية والرياضية حتى الإدارية والإنسانية، فإنها ستبقى راسخة مرتبطة بتراثها البحري في «الخليج العربي»، ليكون اسم الدوري رسالة تحمل الى العالم معاني الحب والوفاء للخليج ودول المنطقة، كما أعلن رئيس لجنة المحترفين محمد ثاني الرميثي الأسبوع المنصرم.

الدوري الإماراتي للمحترفين او «دوري الخليج العربي» كما تمت تسميته الموسم المقبل، اكتسب سمعة واسعة في الاعوام الخمسة الاولى المحترفة التي شكلت مرحلة جديدة في تاريخ البطولة الممتدة عبر نحو ‬40 عاماً، ويتوقع لها المزيد من الانتشار والشهرة في الاعوام المقبلة، خصوصاً ان البطولة باتت مقصداً لأسماء كبيرة من المدربين واللاعبين العالميين، الراغبين في خوض هذه التجربة بعد قدوم الأسطورة الارجنتينية دييغو مارادونا، ابرز شخصية كروية في العالم، وقبله افضل لاعب في كأس العالم ‬2006 الايطالي فابيو كانافارو، وأشهر حارس على مر التاريخ الحائز لقب افضل حارس في مونديال ‬1990، وكأس امم اوروبا ‬1988 الايطالي والتر زينغا، وغيرهم العديد من الاسماء اللامعة، فضلاً عن المتوقع انضمامهم في الموسم المقبل.

لقب دوري الخليج العربي الموسم المقبل سيكون حافزاً للاندية لنيل هذا اللقب العميق في معناه ومدلوله، والواسع في فكره وانتشاره، لنتوقع زيادة في المتعة والاثارة والاداء الفني بين الفرق، التي اطلقت استعداداتها قبل نهاية الجولات الاخيرة لهذا الموسم، فهل نشهد شكلاً جديداً للتنافس، وانعكاساً لمضون المسمى في دول الخليج العربي كافة؟

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر