‬5 دقائق

على الضمان!

سامي الخليفي

كل شيء في الحياة عليه ضمان، تشتري موبايل تحصل عليه ضمان، غسالة عليها ضمان، ثلاجة، كمبيوتر، زوجة، حتى هذا المقال عليه ضمان الكاتب (تطبق الشروط والأحكام)، فخلي دموعك في عيونك وأنا أبكيلك، وزمان كنا نستعين بحماية المستهلك ضد وكالات السيارات، ولكن نتيجة للبرغماتية (ما أعرف شو معناها) أصبحنا نستعين بالوكالات ضد حماية المستهلك (غمض عيونك خمس دقايق أغير ملابسي) .

واللي يدري يدري، واللي ما يدري يقول «ضمان الوكالة» وهذا الضمان «بمبر تو بمبر»، فيه سوء فهم، وسوء نية، وسوء استخدام (اختر ما يناسبك) فقديماً كان غزو القبائل والاستيلاء على حلال الغير يسمى فروسية، واليوم النصب على عباد الله وبيعهم السمك في الماء يسمى شطارة، والتجارة تحب الشطارة واللف والدوران، وإفساح الطريق للقادم من اليمين، فحار وتاه المستهلك وأصبح مثل اللي حصل كنز وقال الحمد لله باقي الخريطة!

- وأنا ما بين الرجا واليأس، أساهر قلبي الحيران، ومعلوماتي في التاريخ تؤكد أن الإسكندر سئل وهو على فراش الموت لمن تترك إمبراطوريتك! فأجابهم: للأقوى! ولأن العقد الموحد للوكالات يمشي بخطى الحلزون، تجدنا متساوين في الفشل أمام سطوة الوكالات، فهي الأقوى، والأقدر، والأبرع، والأشطر، والألذ، فليس بالكنتاكي وحده يعيش الإنسان لكن هذا موضوع آخر، وقصتنا مع حماية المستهلك تذكرني بالشاعر جرير الذي تهكم على الفرزدق الذي هدد بقتل رجل اسمه «مربع» فأنشد جرير:

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً فأبشر بطول سلامة يا مربع

فالمستهلك المعتاد على الواقع أصبح ينتظر ظهور تصريح سريع يكون بمثابة، بندول إكسترا، عند أي مشكلة يواجهها مع الوكالات، وراعي المعارض قام يتحدى، جاب الشبح والبنز من جده!

والعبد في التفكير والرب في التدبير، واليوم أصبح شراء سيارة من الوكالة مغامرة غير محمودة العواقب، فشروط الصيانة في انتظارك، وتكاليف

«التشييك» ستجبرك على أن تبيع الحديدة، والأمل بالحل موجود وما هو بموجود، والجعبة لاتزال متخمة بالتساؤلات أما الملاحظات فعلى قفا من يشيل، ولم يعد في العمر ما يكفي لتبديده في إجراء مكالمة أو تقديم شكوى، حيث ستتناثر الوعود عليك كحبات الأرز وستتشابه أيام انتظارك كحبات العدس، وتصبح محاصراً بالتطمينات، وكأن الانتظار كتب عليك من المهد إلى اللحد، فكم قال الزبائن في الوكالات أضعاف ما قال مالك في الخمر، وما أبشع الحياة حين ترى السائل يبحث عن إجابة والمسؤول يتهرب منها، عموماً الطريق أمان والدنيا ربيع والجو بديع وقفللي على كل المواضيع!

samy_alain@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر