منكم السموحة

كيف تلقى البرشلونيون خبر خسارة مدريد؟

أحمد أبو الشايب

كالسمن على العسل، تلقت قلوب البرشلونيين خبر خسارة غريمهم التقليدي ريال مدريد نهائي كأس ملك إسبانيا أمام أتليتكو مدريد، وخلال ثوانٍ من إطلاق حكم المباراة كارلوس غوميز صافرة النهاية، حلّقت التغريدات على «تويتر» و«فيس بوك»، معظمها يصب في خانة الشماتة بالفريق الملكي، رغم أنني أرى أنه قدم مباراة متميزة، وفعل كل شيء، لكن الحظ خذله بثلاث كرات ارتدت من القائم وأخرى تصدى لها أحد المدافعين والمرمى مكشوف تماما، فضلا عن الأخطاء التحكيمية، التي أطلقت رصاصة الرحمة على تاريخ مورينيو، ليخرج الـ«سبيشل ون»، لأول مرة دون أن يتذوق طعم الألقاب، بل خرج «المسكين» مطرودا من أول حركة انفعالية له، مقابل أن بقي نظيره سيموني «يشط وينط»، مع كل هجمة ويصرخ ويؤدي جميع الحركات البهلوانية بيديه، من دون أن يعيره الحكام اهتماما.

وللأسف جمهور برشلونة لا علاقة له بمثل هذه التحليلات، وكل همه مشاهدة الغريم الأزلي يتذوق من «كأس المر» نفسها، التي شربوها هذا الموسم، وأن يثأروا من التعليقات التي أوجعت قلوبهم، وهم يخسرون بالأهداف السبعة الشهيرة، والتهكمات عليهم بمشروب «سفن آب»، إذ جاء اليوم ليردوا على المدريدين بكلمة «ميرندا»، وهو اسم لاعب أتليتكو مدريد مسجل هدف الفوز الثاني.

وقرأت تعليقات برشلونية غزيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها تعليق ساخر بأن فلورينتينو بيرز رئيس نادي الريال سيكشف عن قميص النادي الجديد وعليه مشروب «ميرندا»، وآخر كتب الكلاسيكو القادم سيكون «كلاسيكو المشروبات الغازية، ميرندا وسفن آب»، وقال مغرد آخر «موسم أبيض.. لفريق أبيض، في البيت الأبيض»، كما تداولت ـ بشكل واسع ـ قصة عدم تحقيق مورينيو إلا ثلاثة ألقاب منذ قدومه الى الريال، فضلا عن التعليقات التي أخجل من ذكرها هنا!

لكن مهما كانت التعليقات، دعونا نتحدث بلغة العقل، خصوصا في ما يتعلق بمباراة نهائي كأس الملك، ونعترف بأن الريال كان قريبا من الفوز وأفضل من أتليتكو فنيا، لولا «الحظ» الذي شاهدناه يقف بقوة ضد النادي الملكي، وباعتراف المدرب سيموني ايضا، حينما قال إن فريقه توج بالحظ. وماذا كان على مورينيو أن يفعل، للحصول على بطولة لا ترضي طموحه أصلا كمدرب مشهود له مع الاندية الصغيرة التي عمل منها شيئا كبيرا، مثل بورتو البرتغالي، وتشلسي الإنجليزي وإنترميلان الايطالي.

عموما، لننظر من زاوية أخرى بعيدة عن مناكفات البرشا والريال، وهي كيف يخسر فريق «الهنود» من الريال في الدوري ذهابا وإيابا، ثم يفوز في نهائي الكأس، وكيف يخسر فريق مثل عجمان ثلاثة لقاءات أمام الجزيرة هذا الموسم، مباراتان منها في الدوري الإماراتي ثم يفوز عليه فقط في نهائي كأس «اتصالات»، والأمر نفسه ينطبق على ويغان الفائز بالكأس الإنجليزية على حساب مانشستر سيتي، وفريق ذات راس الأردني الفائز على حساب نظيره الرمثا، ويمكن أن تكتمل القاعدة باللقاء المنتظر بين بايرن ميونخ وشتوتغارت بداية الشهر المقبل، في نهائي كأس ألمانيا.

هذه الفرق الصغيرة فازت على فرق كبيرة بفضل الطموح والحافز والاهتمام والتحضير الجيد والتركيز في الملعب، لأنها كانت تدرك أنها أمام تحدي إثبات الوجود، وبالتالي لو اعتمدت على الأداء والروح نفسيهما، وبنفس طويل في جميع مبارياتها خلال الموسم، ستكون رقما صعبا ومنافسا أكيدا على لقب الدوري.

دعونا من حجج المال، والتهافت وراء استقطاب الأسماء الكبيرة في التعاقدات مع المدربين واللاعبين، فقبل أن يطالب المدربون برصد الملايين للتعاقدات، عليهم تقديم كل ما لديهم في المستطيل الأخضر، ولكم عبرة أخرى من «الفتح» بطل الدوري السعودي.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر