منكم السموحة

«آخ.. يا عرب»

أحمد أبو الشايب

مؤسف أن نشاهد منظر ثلاثة عرب وخليجيين، بل ومن اتحاد واحد (غرب آسيا) يتنافسون ضد بعضهم في الانتخابات التي ستجري، بعد غد، في العاصمة الماليزية كوالالمبور لاختيار رئيس الاتحاد الآسيوي بكرة القدم بدلاً من القطري، محمد بن همام، الموقوف من «الفيفا» مدى الحياة.

حقيقة لا ننكر الدور الذي قام به الأمير علي بن الحسين في لم شمل المرشحين العرب كرئيس لاتحاد غرب آسيا، والاستجابة السريعة وغير المترددة من يوسف السركال، مرشح الامارات، ود.حافظ المدلج، مرشح السعودية، اللذين عملا وفق نهج واحد، وأطلقا تصريحات تدل على نضج تفكيرهما وارتقاء شخصيتهما إلى مستوى قارة آسيا، وأبديا حسن نية تجاه بعضهما ورغبة كل منهما في التنازل لمصلحة الآخر، بهدف خدمة القارة الآسيوية.

قد تبدو شهادتنا في يوسف السركال مجروحة، لكن للأمانة الرجل لم يقصّر في مد يده إلى الآخرين، واستعداده التام للجلوس مع الجميع والتحاور والتفاوض، حتى نال الاحترام، خصوصاً من خصمه الانتخابي المدلج، الذي أشاد بدماثة خلق السركال، وأبدى نيته الانسحاب لمصلحته، ما يزيد مرشح الإمارات قوة في الانتخابات التي بات أمرها شبه محسوم.

مع الاحترام والتقدير للشيخ سلمان بن إبراهيم، مرشح البحرين ورئيس اتحاد بلاده في كرة القدم، إلا أننا نضع اللوم عليه لضربه بعرض الحائط كل النداءات للجلوس مع السركال والمدلج على طاولة المفاوضات، والمضي في طريقه للترشح منفرداً من دون الرجوع الى اتحاده الأم (غرب آسيا) أسوة بالمرشح التايلاندي ماكودي، الذي تقدم بأوراق ترشحه بعد اعتماده من «دول اتحاد الآسيان»، كما لم يبرر لنا الشيخ سلمان موقفه الذي ربما يستند الى خبرة ماضية عندما ترشح ضد بن همام في انتخابات سابقة، ثم تنازل بضغط من شخصيات رياضية كبيرة.

وأنا متأكد لو جاء الشيخ سلمان الى اجتماع عمان، وعرض وجهة نظره امام الأمير علي والسركال والمدلج، وأقنعهم من واقع تجاربه السابقة، فإن حديثه سيلقى آذاناً مصغية وربما يحظى بانسحابات لمصلحته، لا بضغوط عليه للتنازل كما كان يعتقد.

نحترم ونقدر الشيخ أحمد الفهد وشقيقه طلال الفهد، لكن الشيخ أحمد أخطأ في دعم مرشح دون آخر كونه رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ويهمه توحيد القارة خلفه شخصيةً عامةً المفروض أن تكون مع الجميع، وتخرج بمبادرة للاتفاق العربي على مرشح واحد بدلاً من تحجيم دوره والمغامرة باسمه وسمعته، ووضع كل البيض في سلة واحدة، فكيف سيكون موقفه لو خسر الشيخ سلمان الانتخابات.

اعتقد أن فشل الشيخ سلمان في كسب ود أغلبية أصوات القارة الآسيوية، سينعكس سلباً على المنطقة، وسيخرج من «المولد بلا حمص» مع الشيخ أحمد الفهد الذي سيجد نفسه فجأة أمام ردة فعل آسيوية قد تؤثر في شخصيته القارية، بينما سيكون السركال قد جنى كل الأرباح مع صديقه وحليفه المدلج الذي سينال حصته المعنوية من الفوز الإماراتي.

الحديث فات أوانه، ونقول «آخ ياعرب» حسرة على ما آلت إليه الأمور، على الرغم من أننا شاهدنا بأم أعيننا الطريقة التي تمت بها تصفية «بن همام» الذي يجلس الآن في بيته خائفاً من نطق أي كلمة أو تصريح عن الرياضة.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر