منكم السموحة

غوارديولا.. «علينا أم عليهم»

أحمد أبو الشايب

ستنتهز كاميرا الجزيرة الرياضية اليوم أي فرصة لتسليط الضوء على مدرب برشلونة السابق، الإسباني بيب غوارديولا وهو يجلس في مدرجات ملعب «اليانز ارينا» مشاهداً عادياً لمتابعة مباراة فريقه الحالي، بايرن ميونيخ، الذي سيتولى الإشراف عليه رسمياً اعتباراً من شهر يونيو نهاية الموسم الجاري، مع فريق عشقه القديم وصانع أحلامه «البارسا» في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، البطولة الأكثر إثارة وشعبية في العالم.

الملايين ستجلس أمام شاشات التلفزيون في العالم للاستمتاع بلقاء عملاقي الكرة الأوروبية، شهرةً وأداءً ونجوميةً وتاريخاً، بل ومتعةً، لكن الصورة التي لن تغيب عن أذهان الجميع، خصوصاً البرشلونيين، هي «غوارديولا» وتصرفاته وحركاته وانفعالاته، وإلى من سينتمي في هذه المباراة المحرجة له، هل سيميل إلى فريقه السابق، الذي عاش معه ربيع الإنجازات عندما كان لاعباً، ثم مدرباً للرديف، قبل أن ينتقل إلى قيادة النجوم الكبار ‬2008، ويبهر العالم بمدرسته الكروية المستمدة من «لاماسيا»، المعتمدة على الأداء الجماعي، والتمريرات المرهقة للخصم، والاحتفاظ بالكرة أكبر فترة زمينة، مع سرعة التمرير، ودقة توجيه الكرة، أم يكسر قلبه، ويستجيب لنداء الاحتراف، كونه اليوم أصبح ضمن الجهاز التدريبي للفريق «البافاري»، وعليه بذل الغالي والنفيس لرفعة الألمان الذين وضعوا له ميزانية مفتوحة، تجاوزت ‬250 مليون يورو للتعاقدات الجديدة، ولا نعلم إلى أين ينوي البايرن الذهاب، بعد الأداء الكاسح، والنتائج القياسية التي تحققت للفريق هذا الموسم على يد هاينكس.

غوارديولا يحب برشلونة، ولم يتركه بسبب «الفلوس»، بل لأن الرجل حمل نظرية كان يرددها دائماً «أن من يعمل في مكان واحد أكثر من خمس سنوات يعني أنه فاشل»، وعليه البحث عن مكان آخر يثبت فيه كفاءته من جديد، وكانت هذه التصريحات تأتي بالتزامن مع انتقادات تلاحق المدرب الإسباني، وتصفه بأنه مع برشلونة مثل «السمك في البحر»، فإن خرج سيموت، لأنه لا يملك شيئاً ليقدمه، وكل الإنجازات التي يحققها أساسها فريق برشلونة، الذي يفوز في كل الأحوال، حتى لو دربه «حارس العمارة».

اليوم، وسبحان مغير الأحوال، وعلى الملعب الذي شهد افتتاح كأس العالم ‬2006، لم يكن أحد يتوقع أن يقف غوارديولا في منظر المشكك في انتمائه، ويشار إليه من البرشلونيين «هل أنت معنا أو معهم؟»، «هل أنت علينا أم عليهم؟»، وإذا فضّلت الحياد، فهل يستفيد الطرف الآخر من المعلومات التي تملكها عن فريقك القديم، وتهمس في أذن المدرب يوب هاينكس عن سر هزيمة «البرسا».

في كل الأحوال هذه هي كرة القدم العصرية، الانتماء فيها ليس نهائياً وأبدياً، بل للمهنة، ولمن يوقّع له اللاعب والمدرب، وبالتالي فالتعصب والعنصرية في التشجيع لا مكان لهما في الملاعب، لأن صديق الأمس عدو اليوم، وهي رسالة أيضاً إلى المدريديين الذين عليهم الاعتبار من برشلونة في التعصب لمديح مورينيو، المرشح هو الآخر للرحيل.

أخيراً.. وبالحديث عن النصف الأول لنهائي أبطال أوروبا اليوم، فتوقعاتي الشخصية والصريحة تصب في مصلحة بايرن، المندفع بنتائج كبيرة، بعد حسمه الدوري، فيما ستكون كلمة مدريد أعلى أمام دورتموند في نصف النهائي الآخر الأربعاء.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر