منكم السموحة

ما ذنب الأهلي!

أحمد أبو الشايب

تركت قضية الاعتداء على الحكم المساعد محمد الجلاف في مباراة العين والأهلي تساؤلات عدة، قبل أن تكتب القصة سطرها الأخير أمس، أولها لماذا بادر الجلاف بإسقاط الدعوة، ولم ينتظر أن تأخذ العدالة مجراها؟ وما ذنب الأهلي الذي خسر مباراة قدّم فيها أفضل عروضه خلال الموسم، وكان الطرف الأفضل فيها؟ وهل لجنة الانضباط محقة في قرارها أم كانت لديها خيارات أخرى، مثل اعتماد نتيجة التعادل واتخاذ عقوبات أخرى مثل الغرامة المالية والنقل، أو إعادة المباراة؟ وكيف وقعت هذه الحادثة الغريبة من شاب ينتمي الى أحد الأندية الكبيرة؟ وما الدروس والخبرات التي يمكن أن نتعلمها في مثل هذه المواقف؟

القصة، من بدايتها حتى نهايتها، غريبة وجميع أحداثها مفاجئة، منذ لحظة سقوط الجلاف على الأرض متأثرا بجروحه في الدقيقة ‬90 من المباراة، ثم انتقال وسائل الإعلام للحديث عن الفاعل بأنه مشجع أهلاوي، ليتضح أنه وحداوي، بل ولاعب في صفوف فريق العنابي للناشئين، ثم مفاجأة الجلاف بالتنازل عن القضية، وآخرها زيارة المشجع راشد السويدي إلى منزل الجلاف وتقبيل رأسه، وختامها أمس زيارة النادي الاهلي للاعتذار لهم.

نُكبِر نُبل وكرم أخلاق الحكم الدولي المساعد، ومبادرته السريعة بالعفو عن المشجع، والذهاب الى مركز الشرطة دون انتظار أو تردد لإسقاط الدعوة المسجلة، وإنهاء القضية التي شغلت الرأي العام، وبالتأكيد الجلاف أقدم على هذه الخطوة نتيجة خبرته في الملاعب، وإدراكه ان مقترف الفعل عبارة عن طفل تحت السن القانونية لا يتجاوز الـ‬15 عاما، وبالتالي تحركت لديه مشاعر الأبوة، وأنه ليس شرطا أن من يخالف التعليمات في المدرجات هو شخص سيئ، لأن علم الاجتماع أثبت أن الانفعال في الملاعب هو عبارة موجة عابرة لا يمكن السيطرة عليها، ويتم التغلب عليها بالارتقاء الثقافي والذوق العام، وتوفير وسائل الرفاهية داخل الملاعب.

أما مسألة، هل يستحق الأهلي الخسارة بعد أن اتضحت هوية المشجع؟ فحسب معلوماتي أن لجنة الانضباط تتخذ قراراتها وفق لوائح وتعليمات الموسم، التي لا تأخذ بالتفاصيل الشخصية لمرتكب الفعل، بل تنظر به بشكل عام وبمكان صدوره، وتستند في ذلك لتقارير الحكام في كل مباراة، ولو فتحت المجال للتحقيق في هوية اي مشجع يرتكب مخالفة ستفتح الباب على مصراعيه في التحقيقات، وإثبات هوية المشجعين، إلى أي أندية ينتمون.

ويمكن أن نطور وسائل أمان أكثر فاعلية في ملاعب الامارات، باعتماد الحجز الإلكتروني في المباريات، لتحتوي كل تذكرة على هوية الشخص والنادي الذي سيشجعه، بل يمكن التفكير في إصدار هوية ملاعب تكتب فيها معلومات عن كل مشجع، وناديه المفضل، وتعتمد منذ بداية الموسم.

كما علينا إدراك أن الجمهور معظمه من الفئات العمرية الشابة، التي تبدأ من ‬15 عاما وحتى ‬24 عاما، بينما نسبة حضور المرحلة العمرية الشابة الثانية من العقدين الثالث والرابع، ضئيلة لا تتجاوز ‬20٪، وبالتالي على لجنة دوري المحترفين أن تبني دراساتها للسيطرة على الجمهور، وفق هذه المعلومات أو إجراء إحصاءات أدق، للحد من احتمال حدوث الشغب الجماهيري.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

 

 

تويتر