منكم السموحة

كوزمين «يضحك» على كيكي

أحمد أبو الشايب

بعيدا عن نتيجة مباراة الأهلي والعين، وحادثة الاعتداء على الحكم المساعد محمد الجلاف، التي أعتقد أنها عابرة طريق على ملاعب الإمارات النظيفة، وشبه المثالية في جمهورها ومدرجاتها ومشجعيها من مختلف الأندية التي تحظى بشعبية، ابتداء من العين والوصل والشارقة والشعب والجزيرة، وبمن فيهم جمهور الأهلي الذي لم يسبق أن شاهدناه يخرج عن النص، وبالتالي ما قام به «المعتدي» تصرف يخصه وينم عن ذوقه وثقافته لا أكثر.

وبعيدا أيضا عن القرار الذي ستتخذه لجنة الانضباط وتم تأجيله حتى غد الاربعاء، إن كان تخسير الأهلي أو تغريمه ونقل مباريات له، أو تثبيت نتيجة المباراة، أو إعادتها أو أي قرار آخر يستند إلى تقرير الحكمين الأول والرابع بشكل قانوني، مقترنا بما يقدمه الاهلي من دفاع وتبريرات، وليس على ما شاهده البعض في التلفزيون، فإن ما يلفت الانتباه مدرب العين الروماني اولاريو كوزمين، نعم هذا «الثعلب» الذي أدار اللقاء وفق رؤيته وطريقته، عندما تحكّم بالمجريات منذ الدقيقة الأولى حتى اللحظات الأخيرة قبل ان تقع المشكلة ويتوقف اللعب وتلغى المباراة.

توقعنا أن يظهر فريق العين منهكا متعبا، من آثار ضغط المباريات التي كان يتحدث عنها كوزمين خصوصا أنه في غضون أسبوع لعب مع الشباب مباراة قوية بغياب «جيان» قوته الضاربة، وخرج منها فائزا مثل «الشعرة من العجين»، ثم قضى على منافسه الريان القطري، حتى جاء وقت الحقيقة في مباراة الاهلي الموعودة التي اعتقد الجميع أن مدرب العين سيخسرها لا محالة وستكون نتيجته الذهاب ‬6 ـ ‬3 حاضرة أمامه لتربك كل حساباته، لكن كوزمين فاجأ الجميع، ومن ضمنهم الداهية «كيكي» ولعب بطريقة غريبة لا تعكس التصريحات التي كان يطلقها، ويؤكد فيها أن الدوري أهم بالنسبة له من البطولة الآسيوية.

كوزمين بدأ اللقاء واضعا على «الدكة» أبرز أربعة لاعبين لديه، هم عمر عبدالرحمن وعلي الوهيبي ومهند العنزي، والأسترالي اليكس بروسكي الذي احرز له آخر انتصارين مع الدفع بهداف فريق الشباب يوسف أحمد، ولعب مدافعا طوال الشوط الأول بهدف امتصاص «فورة» الفرسان، وبالفعل حقق هدفه ودفع بقوته الضاربة في الشوط الثاني بإشراك «عموري» والوهيبي وبروسكي وكان قريبا من خطف الفوز بالهجمات المرتدة، مع العلم بأن النتيجة المرضية بالنسبة له «التعادل»، وهذا كان باديا على وجهه وهو يضحك طوال الشوط الثاني، مع اقتراب المباراة من النهاية قبل ان تقع المشكلة، وينتهي كل شيء.

أثبت كوزمين، أنه شخصية قديرة وجديرة بقيادة فريق بمستوى وحجم الزعيم، وتعامل مع الموقف بشجاعة وغامر في التشكيلة من أجل الحفاظ على حظوظ وأهداف العين «المضمرة» في المنافسة محليا وآسيويا.

هو يقاتل على كل الجبهات ويحاول الاستفادة من المعطيات التي بيده لتسخيرها لخدمة فريقه، ونتمنى له ولفريق العين التوفيق اليوم في مهمة الريان، التي ستكون آخر المباريات الصعبة للفريق هذا الموسم.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر