‬5 دقائق

زواج مصبح من مريم باطل!

سامي الخليفي

لو حكينا يا حبيبي نبتدي منين الحكاية! وبصراحة أنا زهقت من الكتابة في نفس المواضيع، الزحام في الشوارع والأخطاء في المستشفيات، والزحام في الشوارع والأخطاء في المستشفيات ــ كررها ثلاثاً ــ والخبر نفس الخبر ما طرى علم جديد، والأمور طيبة وإحنا بخير ولا ينقصنا شيء سوى رؤياك في مطلع كل شهر ومعك الراتب.

وأشهد الله وأشهدكم بأني بكيت، نعم بكيت البارحة من الضحك على تصريح قرأته مع زميلي الديزل حتى تبادلنا الدموع، فبعض التصريحات تعطيناً سبباً للضحك في زمن عزت فيه أسبابه، فالتصريح (الفلته) الذي لم أستطع هضمه حتى مع (أكتيفيا ) يقول «دورينا قادر على تخريج نجوم عالميين مثل عموري!»، وللأمانة كانت هناك تصريحات رياضية أخرى لعنتها في سري كأي مسلم ضعيف يتعالج في عنبر العلاج على نفقة المحسنين وعنده بيت مرصع بالشقوق وأسقفه تصب ماي.

ورزقي ورزقك على الله، فالبعض يصرح وبكل ثقة كأنه يزف لنا بشرى زيادة الرواتب أو تسديد المديونيات، وعلى طاري المديونيات، فقد وصلت كرامات وأرباح البنوك العام الفائت ‬12 مليار درهم، وهذا أول خيط من خيوط الجريمة، حتى أصبح منية الخاطر بالنسبة للكثير من الأمهات أن يكون أحد أبنائها رئيساً تنفيذياً في بنك أو عضو مجلس إدارة في مصرف ويستحق «البونص»، فالأرباح جعلت الجمهور الفرنسي يصفق بحرارة لهذا الإنجاز، كما استقبلته الجماهير الإنجليزية بحماس كبير، ولا تثريب في ذلك لأن كثرة الأخذ حولت البنوك إلى حارس شرس يدافع عن ممتلكاته بقانون مرعب، وطبعاً يضيق المقام بنا لشرح وجهة نظر المصرف المركزي الذي يذكرني بشخص مصاب بدُمل في لسانه «نسأل الله الشفاء»، فما العمل في ظل البيروقراطية، والاسترخاء، وتسطير الاستراتيجيات حتى ولو فرضنا جدلاً أن الجلوس في مكاتب مكيفة وتناول وجبات خمس نجوم وتقاضي بدل مواصلات وبدلات سفر، يعتبر عملاً أصلاً!

والساعة تشير إلى الواحدة زوالاً، وهو الوقت المناسب لتلقي ضربة الشمس، وكلنا يعرف «ما عدا أنا» أن دورينا غير قادر على تخريج فرقة كشافة، فما بالك بنجوم عالميين «صوت عبور سيارة لشاب متهور»، والسالفة أن هناك أندية تدفع ملايين للكماليات وأخرى تدوّر على الألف للأساسيات «مؤثر صوتي لبكاء طفلة»، والحرامي اليوم يباهي الناس أنه حرامي «مقطوعة موسيقية تدل على الفرح»، فأتمنى استرخاء اللسان عن التصريحات المسلوقة والمقلية والأومليت، وتعالوا نتفق، أي واحد يروح البنك ويطلب سلفية، نعلقه على المروحة ونحط له رقم واحد «صوت أمطار ورياح»، وأنا مشغول حالياً بمحاولة تفكيك التاريخ وإعادة تركيبه، والحمد لله، أنا قلت كل اللي نفسي أقوله، وما عليك من عنوان المقال!

samy_alain@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر