منكم السموحة

تجربة حضور كأس دبي العالمي

أحمد أبو الشايب

لا يقل سباق كأس دبي العالمي للخيول عن أي حدث عالمي رياضي يستقطب عشرات الآلاف من المتفرجين في أرض الحدث أو عبر شاشات التلفاز، إنه بالنظر إلى حجم الاهتمام تماماً كما نشاهد في افتتاح كأس العالم بكرة القدم، أو مباراة مهمة بين منتخبين عالميين مثل البرازيل والأرجنتين، أو لقاء الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد، لكنه في قيمته المعنوية يكبر إلى أبعد من مجرد متابعة جماهيرية، إنه رسالة سلام وحب وحضارة وأناقة، وفكر ثاقب ونظرة بعيدة، وباختصار مكان تحتفل فيه جميع شعوب العالم، وترتدي أحلى ما عندها من ثياب، وتتباهى بـ«الطلة» الجميلة، وتعرض ما لديها من فلكلور وقبعات.

كأس دبي العالمي يمكن أن يصنّف أرقى حدث رياضي على وجه الأرض، بعدما أصبح الأول من حيث اجتذابه أفضل الخيول في العالم، فضلاً عن قيمة الجوائز المالية التي تتجاوز ‬27 مليون دولار، ليتفوق على كأس ملبورن وكأس اليابان، وبردرز كب كلاسيك الأميركي، وديربي كنتاكي الأميركي، كما أظهرت دبي القدرة على جذب أكثر من ‬80 ألف متفرج الى مدينة «ميدان»، جميعهم من دون استثناء متفقون على شيء واحد، هو ارتداء الزي الرسمي، والظهور بمستوى عالٍ جداً من الأناقة، رجالاً ونساءً، فلا يسمح لأي شخص بالدخول باللباس العادي، مثل بنطال «الجينز»، كما لا يسمح باصطحاب الأطفال، وهذه ميزة قد لا تحدث في أي سباق رياضي آخر غير سباقات الخيول المعروفة عالمياً، لأن في مباريات كرة القدم أو بقية الرياضات والألعاب لا شروط على الملابس و«الإتيكيت»، وجميع الخيارات مفتوحة لدى الجماهير.

وما يعجبك في دبي أنك إذا قررت التوجه إلى «ميدان» لحضور السباق ستجد نفسك تسير إلى المضمار من أي اتجاه في مدينة دبي بكل سهولة ويسر، لموقعه الاستراتيجي المتوسط، فابتداءً من جسر «الصفا» تأخذك اللوحات إلى المكان المخصص لك، إن كنت من الجمهور أو من العاملين في الحدث أو من المشاركين، ولحظة وصولك تقابلك البوابات الرئيسة التي لا تتطلب منك الانتظار سوى دقائق معدودة حتى تنهي إجراءات الدخول بسلاسة، ثم تتسلم عند المدخل الرئيس الكتيبات الإرشادية للسباق والخيول المشاركة في كل شوط، وفيه أدق التفاصيل عن كل ما سيحدث في هذا اليوم، فضلاً عن تسلمك ورقة الترشيح، التي ينهمك الجميع في تعبئتها، لتوقّع أسماء الجياد الفائزة، ووضعها في الصناديق المخصصة.

والجلوس في مدرجات «ميدان» المخصصة لسباقات الخيول، منظر مبهر ومثير وأنت تتابع الحشود الكبيرة من الجماهير تشجع، وكل يتمنى الجواد الذي توقعه، وتبدأ حدة المنافسة تتصاعد مع اقتراب الشوط التاسع الرئيس، الذي ترتفع جائزته المالية إلى ‬10 ملايين دولار، ويشد إليه الأنظار بشكل كبير، لقيمة الخيول المشاركة فيه، وهي الأقوى والأفضل على مستوى العالم.

وبالتأكيد لا تفوتك لحظات الفوز والفرحة التي ترتسم على وجوه المتابعين والملاك والفرسان والجالسين، على شاشات التلفزيون، بمختلف أجناسهم، كلهم يستمتعون ويتابعون السباق. ونحن نقول هذه هي دبي التي اتفق على حبها الجميع، وعاشوا فيها أسعد اللحظات، وجذبت أنظار العالم بأفكارها وتألقها وتفردها.. فهل نمنحه جائزة أرقى حدث رياضي في العالم؟

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر