‬5 دقائق

شارع الفن!

سامي الخليفي

ليلي ونهاري فكري بيك مشغول، وحياتي لك وحدك على طول، واليوم كذبة أبريل، ومال وفير في طريقه إليك، وصديق سيقف إلى جانبك في محنتك، كان هذا موجز النشرة، وإليكم الأنباء بالتفصيل.

الفنان الرائع مروان عبدالله ــ دون ذكر أسماء ــ وفي مقابلة أجراها على السجادة الحمراء اعترف بأنه لا يمتلك مسكناً، ويبيت في إحدى غرف المسرح وعلى طريقة «ستار أكاديمي»، وسبحان الله، هي الأعراض نفسها التي أعانيها حين أزور الشيشة في المقهى للاطمئنان عليها، فأجد الجرسون يهمل طلبي ويعاملني كأنني غير موجود وغير مرئي، وأظل جالساً منتظراً فوز برشلونة لكي يخسر صاحب المقهى الكراسي، أو فوز ريال مدريد لكي يخسر صاحب المقهى الطاولات، والناس ثلاثة، مجنون، ونصف مجنون، وعاقل، في زمن الجنون!

وعلى إيقاع الدفوف الحزين قرأنا قصة الحزن الإنساني النبيل للفنان الشاب الذي تم تجاهله من قبل بعض من اكتفوا ببقشيش معنوي عبارة عن «والله إنك فنان»، واسأل روحك واسأل نفسك قبل ما تسأل إيه غيرني: ليش الفنان المحلي لا يسطع نجمه إلا بعد أن يموت! (لاحظ الأغاني في الإذاعات)، وطبعاً المجال متسع لتفسيرات عبثية لا أول لها ولا آخر، فقد وجد قديماً في إحدى البرديات ــ اللهم ارحم نفوساً تتألم ولا تتكلم.

ومشكلات فنانينا لن تحل ببرنامج ــ فك الضغط ــ على اللاب توب، ولكن تحل بجلسة مصارحة مع النفس، فالأمور في مجال الفن لا تسير على ما يرام وتمشي بعكس الشارع وتسبح ضد التيار الكهربائي، الذي أطفأ البعض يومها بسببه الأنوار ــ قال إيه ساعة الأرض ــ وفي فيلم «الراقص مع الذئاب» للرائع كيفن كوستنر، تعلمت بأن لا أحكم على الآخرين من الظاهر، خصوصاً أن للفيلم رسالة قوية جداً وهي، ألا تفتح الثلاجة برجلك!

ــ ومنين نجيب الصبر يا اهل الله يداوينا، اللي انكوى بالفن قبلينا يقول لينا ــ فقد اجتمع لدينا المبدعون والمدعون والطامحون والواهمون والمعقدون وأصحاب المواهب وحتى معدوموها، وبينما تجد في الغرب رواد فضاء، تجد في الشرق رواد فضائيات، ولأن كله بيلعب على كله، تجد النجم في الغرب يطلق لحيته لكي يقنع المشاهد بصدق الشخصية، أما في شرقنا الأوسط السعيد، فيتم تركيب لحية للممثل وبنفس طريقة تحضير البيض بالطماطم، فيفقد صدقيته ويمتطي صهوة جواده ويبتلعه النسيان.

والمطلوب الآن، نظرة بعين الرضا للكوكب السينمائي الشاب الذي ما أن يضع اسمه على أفيشات أي مسلسل حتى يضمن له النجاح، ومن يدري ما ستحمل له الأيام، ودعونا نترقب، وإذا لم ينصلح حاله وحال زملائه الفنانين، فعلى الدنيا منّي السلام ورحمة الله وبركاته.

samy_alain@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر