منكم السموحة

برشلونة وميلان.. ودلائل أنها «مبيعة»

أحمد أبو الشايب

الشكوك حول بيع مباراة برشلونة وميلان، في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، أو التلاعب بنتيجتها، باتت تتزايد هذه الأيام، مع ظهور أصوات ترجح هذه الفرضية، التي لا يوجد عليها دليل مادي ملموس واحد، وإنما هي عبارة عن اجتهادات واستنتاجات من محللين ومتابعين، آخرها ما قاله الحكم الدولي التركي احمد شاكار، إن الاتحاد الاوروبي لجأ إلى التلاعب بقرعة الدور نصف النهائي عبر الكرات «المهتزة»، لضمان تأهل برشلونة وريال مدريد لنهائي البطولة، ما يعني انقاذ «اليويفا» من الأزمة المالية التي يمر بها.

فكرة «المباراة مبيعة» كانت مجرد «مزحة» وتعليقات ساخرة، يتبادلها جمهور الفريقين الغريمين، لأن برشلونة دخل مباراة ميلان وهو «في خبر كان» خاسرا لقاء الذهاب بهدفين دون رد، وهي أصعب نتيجة لفريق يلعب بهذا النظام، لكن الجميع فوجئ في ملعب «كامب نو»، بأن المارد الكاتالوني يفيق من سباته ويحقق النتيجة المطلوبة و«زيادة»، أمام ميلان الذي لم يكن «إيطالياً» يومها ولا يعرف عن خطط الدفاع شيئا، سوى التمركز داخل منطقة الجزاء وفتح الثغرات لميسي وغيره، للتسديد من تحت أقدامهم، كأن اللاعبين القادمين من أشهر دوري في فضائح التلاعب بالنتائج على مستوى العالم، باتوا في دائرة الاتهام مجددا، ومحتاجين للدفاع عن أنفسهم ليقولوا «لا يمكن أن نفعل ذلك في نادٍ كبير مثل ميلان».

أما النقطة الثالثة، التي تعزز «نظرية المؤامرة»، فهي أن الاتحاد الاوروبي ـ بالفعل ـ يعاني أزمة مالية، ولا يريد تكرار ما حدث الموسم الماضي، عندما خرج العملاقان ريال مدريد وبرشلونة من نصف النهائي، على يد تشلسي وبايرن ميونيخ، وكانت النتيجة إقامة نهائي اوروبا أمام شاشات تلفزيون خالية من المتفرجين مع تراجع نسبة الرعايات والأموال، التي كان من المتوقع جنيها، وبسبب فقر «اليويفا»، كلنا شاهدنا القرار الجديد هذا الموسم بإجراء قرعة لربع النهائي ونصف النهائي، منقولة على الهواء مباشرة، وبيعها بالملايين للمحطات الرياضية لارتفاع نسبة المشاهدة عليها.

وأخيرا جاءت حادثة الحكم التركي، الذي أدى تمثيلية في إحدى المحطات التلفزيونية، شرح فيها كيفية سحب القرعة بطريقة تضمن لبرشلونة وريال مدريد الابتعاد عن بعضهما، والانتقال إلى المباراة النهائية بملاقاة فريقين ضعيفين، مثل غلطة سراي التركي وباريس سان جيرمان الفرنسي، وذلك كله بهدف المال.

هي مجرد شكوك تتعلق بنتيجة المباراة غير المتوقعة، ووجود طرف ايطالي، وأزمة «اليويفا» المالية، لكن لا دليل مادياً واحداً على صحة الكلام، ولو وجد لأصبحت قضية منظورة في الشرطة.

فهل الأزمة المالية التي يواجهها الاتحاد الاوروبي تجعله يفكر في أي شيء يحافظ على وجوده، لأن بطولة كبيرة مثل أمم أوروبا لا تجد ـ حتى الآن ـ دولة تطمح لتبنيها واستضافتها عام ‬2020، كما كانت تتصارع عليها الدول الاوروبية في السابق، ليأتي توجه ميشيل بلاتيني إلى إقامة البطولة في ‬13 دولة.

منظومة كرة القدم الأوروبية، وحلم الاحتراف الذي بحثنا عنه وفكرنا فيه واعتبرناه مثالا يحتذى بالنسبة لنا، هل ينهاران يوما ما، بفعل أموال الاحتراف نفسها، التي بحثنا عنها؟

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر