منكم السموحة

غياب «عموري» تحدٍّ للمنتخب والعين

أحمد أبو الشايب

يعتقد الكثيرون أن قوة المنتخب الوطني ونادي العين تتمثل في النجم عمر عبدالرحمن، فإذا برز «عموري» وكان في يومه، فإن الفوز بالتأكيد سيكون من نصيب «الأبيض» أو «الزعيم»، وإذا خفت بريقه وغاب عن مستواه، أو عن التشكيلة الأساسية، فإن المدرب، مهدي علي، من جهة، والروماني كوزمين، من جهة أخرى، يصبحان في حيرة من أمرهما في إيجاد البديل المناسب لسد هذه الثغرة المهمة في وسط الملعب، التي تحتاج إلى لاعب بقدرات معينة يجيد صناعة الألعاب وتمرير الكرات وتفريغها لبقية زملائه بدقة عالية، مع قدرته على المراوغة والمشاركة في الهجوم بتهديد المرمى وهز الشباك.

ويستشهد الكثيرون في مباراة منتخب الإمارات مع عمان في كأس الخليج الـ‬21 الأخيرة، عندما جلس «عموري» على دكة البدلاء حتى الدقيقة الـ‬80، وقتها كان المنتخب يعاني عقماً هجومياً وعدم فاعلية في بلوغ شباك أبناء السلطنة، قبل أن يقرر مهدي إشراك «كلمة السر» عمر الذي أعاد صياغة المباراة في دقائق معدودة، وفك طلاسم اللقاء ليسجل أحمد خليل هدفين في غضون أربع دقائق، ما أدى إلى التأهل لنصف النهائي بالعلامة الكاملة.

كما لعب «عموري» مع العين منذ بداية الموسم أساسياً في الفريق، ولم يغب عن المباريات الكبيرة، وكان حضوره مؤثراً في مباراة العين في دوري أبطال آسيا أمام الهلال، وسجل في شباك الفريق السعودي هدف التعادل، وصنع الهدف الثاني الذي أحرزه بروسكي، قبل أن يضيف جيان الثلاثية في مرمى الهلال، الذي فشل في الوصول إلى شباك «الزعيم» إلا من خلال متابعة كرة ثابتة ركنية.

وعانى «عموري» في مباراة العين أمام الاستقلال الإيراني الأخيرة، الإصابة في الركبة، وظهر ذلك واضحاً على أدائه، ما أدى إلى خسارة الزعيم بطريقة غير متوقعة بهدفين، ثم فوجئنا بأن إصابة مباراة طهران ستبعد عمر عن الملاعب وعن المنتخب من أسبوعين إلى ثلاثة، أي سيغيب عن خوض لقاء أوزبكستان، المقرر يوم الجمعة المقبل، في تصفيات كأس آسيا، وعن مباراة العين المهمة أمام الشباب في دوري المحترفين ‬29 الجاري، وربما أمام الريان القطري في دوري أبطال آسيا، وهنا سيكون التحدي بالنسبة لمهدي وكوزمين في إمكانية إيجاد حلول مناسبة تعوض غياب هذا النجم.

بالنسبة لمهدي أوجد العديد من الحلول بإشراك إسماعيل مطر الذي يؤدي الدور نفسه، أو ربما الاعتماد على ماجد حسن الذي يمتلك نزعة اللعب في صناعة الألعاب، مع قدراته على الاختراق من الأطراف، لكن على مهدي إثبات أن المنتخب بإمكانه الفوز على اوزبكستان رغم غياب «عموري»، وفي كل الأحوال فإن المشكلة أقل وطأة بالنسبة للمنتخب، كما في العين الذي ربما يعاني إذا فقد «عموري» الذي تراقبه أعين أكبر الأندية، وبات قريباً من نيل عقد احترافي في أوروبا، وعندها فإن الزعيم بحاجة إلى التعاقد مع لاعب مماثل لعمر عبدالرحمن.

في العين لن يسد أي لاعب محلي مكان «عموري» بشكل فعلي، إلا من خلال حلول المدربين وتغيير خطط اللعب، وخير الحلول بالنسبة للزعيم التعاقد مع لاعب أجنبي أداؤه قريب من عمر، وبدء البحث عنه من الآن إذا كانت هنالك رغبة داخلية في النادي بترك «عموري».

أخيراً، علينا تذكر أن سبب لهث الأندية الأوروبية وراء عمر، هو ندرة موهبته في أوروبا التي تزخر بخامات البنية الجسدية الضخمة المعتمدة على القوة والسرعة، في الوقت الذي تعاني شح الأجسام الخفيفة، الرشيقة، المراوغة، المرنة، ذات المهارة والموهبة الفطرية على شاكلة عموري وميسي ومارادونا.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر