منكم السموحة

مورينيو يفسخ عقده مع ريال مدريد

أحمد أبو الشايب

مفاجأة، فجرها صحافي في برنامج إذاعي، وكشف عن اتفاق رسمي بين المدرب مورينيو ورئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز على فسخ التعاقد بينهما، اعتبارا من نهاية الموسم الجاري، لكنْ الطرفان يتكتمان على الخبر حفاظا على استقرار الفريق، وذلك وفق ما أورده موقع «يوروسبوت» العربي.

خبر رحيل مورينيو عن الريال متوقع، وقريب الى المنطق بعد الأحداث التي مر بها الفريق الملكي في الحقبة التي قاده فيها «ذا سبيشل ون»، الذي يمكن القول إنه لم يحقق طموح «فريق الاحلام» من ناحية الانجازات التي تلبي رغبة أبناء ومشجعي النادي، واقتصر صعوده على منصات التتويج في الدوري الاسباني مرة واحدة الموسم الماضي، وكأس السوبر وكأس الملك، فيما حصد غريمه برشلونة ستة القاب في موسم واحد قبل عامين ليعيش افضل فترات حياته، علي يد غوارديولا.

مورينيو مشهود له بأنه مدرب ثعلب، ذو شخصية قوية طاغية على فريق ريال مدريد، يحكمه بدكتاتورية، ولا كبير لديه في الفريق حتى كاسياس الذي يعد افضل حرّاس المرمى في العالم، جلس يوما ما على مقاعد الاحتياط بقرار من المدرب البرتغالي، الذي نجح في كسب قلوب المدريديين بكسر شوكة غريمه التقليدي برشلونة خصوصا هذا الموسم وتأديبه في جميع مباريات القمة التي جمعتهما، وأوجد لفريقه شكلا مختلفا وأزال الرعب من قلبه في مواجهات الكلاسيكو، لكن هذا لا يعني ان فلورنتينو بيريز استقدم «مو» من أجل «برشلونة» فقط، وإنما للحفاظ على علو كعب الفريق الملكي في حمل الارقام القياسية على الصعد كافة.

وكلنا نتذكر ان مدريد كان يعاني ـ في السنوات الخميس الاخيرة ـ عقبة برشلونة في الحصول على البطولات، وعندما نجح مورينيو في إقصاء برشلونة من نصف نهائي دوري ابطال اوروبا ‬2009 ـ ‬2010، أثناء تدريبه لنادي انتر ميلان الايطالي، نال اعجاب المدريديين في ذلك الوقت وتم التعاقد معه، لكن مورينيو يبدو أنه فهم الرسالة بطريقة خاطئة باعتقاده أن الهدف برشلونة وليس البطولات، فنجح في الاختبار الكاتالوني واكتفى بثلاث بطولات فقط، ليس من بينها دوري ابطال اوروبا الغائب عن خزائن مدريد منذ عام ‬2002، رغم أن لديه الرقم القياسي في الالقاب القارية (تسع مرات)، وحامل لقب الدوري الاسباني (‬32 مرة كرقم قياسي ايضا).

ربما نجح مورينيو في حصد السمعة والالقاب الشخصية له بعدم خسارته على ارضه منذ ‬2001 وحتى ‬2011، عندما خسر من خيتافي ‬1-صفر، ونيله لقب افضل مدرب في العالم، وحصل مع بورتو على لقب دوري ابطال اوروبا واسترجع لتشلسي لقب الدوري، الا انه بالنسبة لفريق ريال مدريد لم يصل الى المستوى الذي يؤهله للبقاء، وهذا ليس عيبا فيه بل لأن النادي الحالي بحاجة الى مدرب بحجم تاريخه الذي يفوق برشلونة بكثير، وإنجازات الاندية لا تقاس بالقطعة، أو بالعدد الذي تحصل عليه بل بالاهمية والتاريخ والعراقة لكل نادٍ.

ــ برشلونة يخوض اليوم مباراة مصيرية أمام ميلان في دوري ابطال اوروبا، وموقفه الصعب يذكرنا بمباراته العام الماضي مع تشلسي الذي تمترس في الصفوف الخليفة مدافعا حتى ارتد دروغبا الذي لن ينساه البرشلونيون، وسجل الهدف القاتل، واتوقع ان تتكرر الحال مع الفريق الايطالي اليوم باسلوب دفاعي مماثل خصوصا ان ميلان مرتاح من افضلية نتيجة مباراة الذهاب.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر