الاتجاه الخامس

الضرب خارج الصناديق!

يعقوب السعدي

قد يكون الصندوق الانتخابي أفضل وسيلة لتطبيق الديمقراطية، لكن المؤكد أن ما يسبق الذهاب إلى هذا الصندوق هو أسوأ ما في هذه الديمقراطية من كل الوجوه، حيث تشهد هذه المرحلة كل موبقات الناس، من اتفاقات جانبية، وتصريحات نارية، وتحالفات سرية، مع شرعية الضرب تحت الأحزمة والأغطية.

كل هذه المساوئ وربما اكثر نتابعها الآن مع اقتراب موعد انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، التي ستجري في الثاني من مايو المقبل في كوالالمبور، وكما نعرف، يتصارع على مقعد الرئاسة أربعة مرشحين، هم: يوسف السركال والبحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم والسعودي الدكتور حافظ المدلج ثم المرشح التايلاندي ماكودي واروري.

ومع كل يوم يمر قبل بدء التصويت تزداد الأمور تشابكاً وتعقيداً، لنرى أسوأ وجه لهذه الانتخابات بسبب بحث البعض عن مصالح خاصة أو قطرية، فضلاً عن سعي البعض لإبراز قدراته على تحريك الأصوات وتوجيهها كيف يشاء، ففي الوقت الذى اعلن فيه الشيخ أحمد فهد الأحمد، رئيس المجلس الاولمبي الآسيوي، ان الحكومة الكويتية كلفته تأييد المرشح البحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم، تداركت الحكومة هذا التصريح، وخرج وزير الإعلام الكويتي لينفي صحة هذا الكلام، ولا نعرف أي التصريحين نصدق!

في الجانب الآخر، اعلن اتحاد شرق آسيا المكون من ‬12 اتحاداً، التفافه حول المرشح التايلاندي ماكودي واروري، ثم نأتي للخيبة العربية فبعد ان دعا الأمير علي بن الحسين، رئيس اتحاد الكرة الأردني ورئيس اتحاد دول غرب آسيا ونائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عن آسيا، إلى اجتماع للاتفاق على مرشح واحد يمثل الكتلة العربية في الانتخابات، إلا أن المبادرة جاءت لتؤكد الفشل العربي وعدم الاتفاق اكثر مما جاءت لتوحد الكلمات.. ومع طرافة التصريحات التي صدرت عقب هذا الاجتماع الذي حضرته، وتقول لنا إن اجتماعاً ثانياً نهاية مارس الجاري سيتم فيه اختيار مرشح واحد من بين المرشحين الثلاثة، فإن الواقع يقول ان هذا امر بات من المستحيلات، يكفي ان اشير الى غياب الاتحادين الايراني والسوري عن الاجتماع، اضافة الى غياب الشيخ سلمان ابراهيم نفسه عن الاجتماع، كل هذه المشاهد المعلنة وغير المعلنة، وهي أكثر بكثير، تدعونا للسؤال أين يوسف السركال مرشحنا من كل هذا؟ اين رده الرسمي على ما يجري من تداعيات وتصرفات وتصريحات بعضها يمسه بشكل مباشر، ومنها الاعلان عن تنازله للمرشح السعودي حافظ المدلج، ورغم انني منحاز وبشدة الى اختيار يوسف السركال رئيساً للاتحاد الآسيوي ليس بوصفه اماراتياً، لكن لأنه بالفعل أنسب المرشحين الاربعة من الوجوه كافة، الا انني ومن منطلق حرصي اتحفظ على الكثير من حملته الانتخابية التي لم تظهر معالم واضحة لها حتى الآن، واذا كنا هنا لا نعرف خطة السركال الانتخابية ومنهجها فكيف الآخرون؟ولا افهم سر هذا الغياب عن شرح الخطط الرامية للنهوض بالاتحاد الآسيوي وتطويره وغيرها من امور تحقق النجاح، كنت اتوقع ان اجد حول يوسف السركال تكتلاً موسعاً من اللجان المعنية بملف الترويج وملف التخطيط وملف الاتصال الداخلي والخارجي والاتصال العربي والخليجي، لكن كل هذا غير موجود، وبالتاكيد المسألة لا تتم بحسن النيات، او بوعود يقدمها البعض احياناً خجلاً واحياناً كذباً.. ومع وجود صفقات آسيوية عربية وتحالفات أرى ضرورة ان يسارع (أبويعقوب) بالاعلان عن خطته لتقديم نفسه إعلامياً بشكل اوسع، وعرض وجهة نظرة في كل ما يدور في هذه الانتخابات، مع تكثيف الاتصالات الثنائية والرسمية التي يجب أن تتوسع اكثر وتشمل قدرة التأثير الإماراتي الفاعل في الساحة الآسيوية.

إننا في الإمارات ومن منطلق حضاري وأخلاقي قد لا يروقنا ما يجري من تحالفات وتصريحات، لكن يبدو أن اللعبة باتت هذه هي قواعدها، ويجب ان نتعامل معها بالأدوات نفسها، والا سيكون الدفع بيوسف السركال مسألة شكلية ليس أكثر.

المتبقي من ايام ليس كثيراً، ويجب ألا تشكل التصريحات الخائبة التي اطلقها البعض أي تأثير، واجتماع اتحاد غرب آسيا مضيعة للوقت والجهد، لذا يجب ان يكون التحرك منهجياً ودقيقاً وسريعاً.. وما دمنا دخلنا هذا العش اللعين فعلينا أن نتعامل مع ما كل فيه بالأساليب نفسها.

yakoob.alsaadi@admedia.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر