منكم السموحة

برشلونة.. «ارحموا عزيز قوم ذل»

أحمد أبو الشايب

كلما خسر برشلونة مباراة يخرج لنا فريق من جمهور المحللين المدريديين، ممن جهّزوا سياط الغل والغيرة والحسد لهذا الفريق الناجح، وبدأوا بجلده من كل زاوية بعبارات لاذعة ومهينة، معتبرين أن سلسلة انتصاراته السابقة ما هي إلا فقاعة وانكشفت اليوم، لأنه في الأصل فريق ضعيف لا حول له ولا قوة، ولا يملك الحلول المناسبة، ولا اللاعبين القادرين على إحداث التغيير حتى نجمه ميسي «هذا مستواه»، وهو عبارة عن برغوثة صغيرة لا يجيد التسديد من بعيد ولا الالتحام مع المدافعين، ولا الارتقاء برأسه، وبالتالي لا يستحق الحصول على لقب افضل لاعب في العالم، لأن هذه الجائزة سلبت «بالغش» من بين يدي نجمهم كريستيانو رونالدو القوي المتين ذي الانطلاقات الصاروخية من الأطراف الذي يجيد التسديد بالقدمين ويبدع في الضربات الثابتة.

أما مورينيو، فهو العبقري «مقطوع الأوصاف» الذي يجيد التعامل مع المواقف الصعبة، ويبدع في التبديلات، ومازالنا لا نفهم وجهة نظرهم في برشلونة الذي كان في السابق على زمن المدرب غوارديولا لا يحتاج إلى مدرب، بينما اليوم المشكلة ليست في فقدان المدرب، بل في الفريق بأكمله بعد ان اصبح أسلوبه عقيماً، ومدرسة «تيكي تاكا» التي يطبقها، قد حفظتها جميع الأندية المنافسة، ولم تعد تجدي نفعاً، وباختصار على رئيس النادي روسيل ان يسرّح الفريق ويتعاقد مع فريق آخر.

انتقادات المدريديين ليست من باب الخوف والحرص على سد الثغرات في برشلونة وتقويته، بالتأكيد هي نوع من التشفي بفريق لم يترك مجالاً لخصومه واكتسحهم جميعاً «غسيل ومكوى»، حاصداً جميع الألقاب في موسم واحد، قبل ان يتراجع الموسم الماضي مانحاً الفرصة للريال الذي فشل في الحفاظ على تميزه لموسمين متتاليين، ولم يقدم حتى الآن ما يستوجب الاحتفال، اكثر من مباراتين فاز بهما على برشلونة هذا الأسبوع، واستهلك بهما كل طاقته ولم يعد لديه ما يقدمه في مباراة غد الثلاثاء امام مانشستر يونايتد الذي يلعب بطريقة مختلفة تتجه نحو الاتزان الدفاعي والهجومي.

لا أدافع عن برشلونة، لكن ليكن حديثنا منطقياً، ونتلمس الحقيقة والظروف الصعبة التي يعيشها الفريق، وأدت إلى تراجعه منذ تعادله مع ريال مدريد ذهاباً ‬1-‬1 وخسارته اياباً ‬3-‬1 ثم خسارته أمام ميلان ‬2-صفر واخيراً خسارته امام مدريد ‬2-‬1، ألم تلاحظوا ان البرشا افتقد بالفعل للقائد المدرب الذي يرسم طريق الفريق وحاجته في كل مباراة، والدليل ان مباراته الاخيرة لم يكن من الضروري الفوز بها، رغم اننا شاهدنا السيد خوردي رورا يلعب بكامل طاقته، فيما بقي مورينيو محافظاً على بعض قواه لتوفيرها لمانشستر يونايتد.

ألم نلاحظ ايضاً ان ميسي افتقد روح الحماسة، ولم يظهر في آخر مباراتين اطلاقاً، رغم الهدف الذي سجله في مدريد، وذلك لعدم وجود شخصية مدرب مؤثرة فيه وتدفعه للعطاء، كما هي الحال بين مورينيو ورونالدو على سبيل المثال؟ وأستغرب ممن ينتقدون طريقة اداء برشلونة التي يصعب على الفرق تطبيقها، وتعتبر الأفضل في عالم كرة القدم لأنها تعتمد على السرعة والتمريرات القصرة المهلكة للخصم، فضلاً عن انتقاد ضعف الدفاع لحظة الهجمات المرتدة، فهل بات اللعب الهجومي عيباً.

لجمهور ريال مدريد الحق في قول ما يراه مناسباً في برشلونة، لكن كل ما نتمناه عند توجيه سياط النقد والجلد للعملاق الكاتالوني تذكر عبارة «ارحموا عزيز قوم ذل».

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر