‬5 دقائق

هاي كيكرز!

سامي الخليفي

اشتقت إليك فعلمني ألا أشتاق.. وبمناسبة ظهور هلال «الفالنتاين» أهديك عمري وأعتذر عن رخص الهدية، فالعين بصيرة واليد قصيرة، وطلع فيها شعر وتلبس نص كُم، فتعال نستثمر الوقت معاً في تقليب المواجع، حيث تعلم جيداً أننا في زمن الجبنة بنكهة الباربكيو، وزمن يحرز فيه اللاعب هدفاً فيتابعه على «تويتر» ربع مليون، وكاتب يريق ماء وجهه فيتابعه ظله، فدع الأيام تفعل ما تشاء، وطب نفساً إذا حكم القضاء، وهي حكمة ملائمة لانقشاع الضباب ووسيلة علاجية لمنع الأحزان، وخذ هذا الوعد مني، إذا تحسنت ظروفي سأحسن ظروفك، بشرط أن تتذكر أن هناك فضيلة لابد من التشجيع عليها وغرسها في نفوس أبنائنا، ألا وهي فضيلة القناعة «عطني دقيقة أغسل وجهي وارجعلك».

ولأن سخافة « الكيكرز» فاضت بجلاء، أصبح أي شيء غامض يسبب لي المرارة، وأي شيء واضح يسبب لي الامتعاض، وأي دمعة حزن لا لا لا، ولكي أجعلك جزءاً من عالمي تعال نخض في يم العيادات والمستشفيات الخاصة التي تطبق الشروط والأحكام على مراجعيها، وعلى المقيمين خارجها مراعاة فروق التوقيت أثناء المرض، فحين نبدأ بالأسئلة الجدلية التي تحاول فهم الحياة من حولنا عن سر الارتفاع المفاجئ في الأسعار تجد الإجابة حاضرة «فرجينا عرض أكتافك!»، فقلع الضرس ارتفع في آخر إقفال له من ‬50 درهماً ليصبح ‬300، ودعامات تقويم الأسنان أسعارها بحسب القرب أو البعد من مغارة علي بابا، والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، والهاتف المتحرك الذي طلبته مغلق، يرجى الاتصال لاحقاً، «قم شوف من عند الباب».

ولأن المرض يحدث في أحسن العائلات، نجد «الديزل» الذي يملك شهادة ولاء من البنك، وشهادة تقدير من العمل منتهية الصلاحية تؤكد أنه مطيع وأليف وغير مضر للبيئة وصديق للنخلة، يصاب بالتسمم بعد كل وجبة طعام نظيفة، فيحمله جاره الطيب ليحل ضيفاً على عيادة «لصوصيانس كلينك» عنبر الخطيرين، وتبقى حياته معلقة بين إرسال واستقبال فاكس شركة التأمين للموافقة على عملية إزالة كل شيء، وفي كل مرة يقرر «الكونسلتو» سرعة دفنه على شارعين وزاوية لكي لا يفكر في العودة إلى الحياة، فحالته كحالة المنتخب يمرض لكن لا يموت، «ويا قلب يا كتاكت ياما انت مليان وساكت»، وسأكتفي بهذا القدر لأن وقت الامتحان انتهى وحان إرسال المقال للجريدة، «منو طلع عند الباب!».

كلمة أخيرة: قال الشاعر المجهول (‬1880 - ‬1955):

لا تشكُ للناس جرحاً أنت صاحبه.. لا يألم الجرح إلا من به ألم

وقال ربيعي النوبي: أرزاق! وأنا أميل بصراحة للرأي الثاني.

باي كيكرز.

samy_alain@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر